ثمان سنين ودخل في التاسعة، وحينئذ يطلع نابه ويكمل قواه، ثم يقال له بعد ذلك: بازل عام وبازل عامين، وفسخته: أما مشدد من قولهم: تفسخ الربع تحت الحمل: ضعف وعجز، والربع هي الإبل التي حبست عن الماء ثلاثة أيام أو أربعة وثلاثة ليال ووردت في الرابع، أو مجرد - كفرح - أي فسد.
ثم إن ثقة الإسلام روى في باب درجات الإيمان ما يقرب مضمون الخبرين (١)، وفي تلك الأخبار فوائد جليلة لا بأس بالإشارة إلى بعضها:
منها: إن القسمة المذكورة لا توجب الظلم، لأن المطلوب من كل العباد في الحساب يوم القيامة على قدر ما آتاهم من العقول (في الدنيا).) (٢)، وإن القيام على تلك الدرجة والعكوف عليها ليس محتوما عليه بل هو قابل للترقي إلى ما هو فوقه حتى يبلغ ما يمكن له من الكمال، فإن الناس بعد تفاوتهم بهذه المراتب متشاركون في أصل القوة التكليفية والقدرة على الترقي، وإلا لما صح قوله عليه السلام: (فارفعه إليك برفق)، نعم تكليف الأدنى حين كونه أدنى بما كلف به إلا على تكليف بما لا يطاق، وفي بعضها: (ولا تحملوا (على) صاحب السهم سهمين.) (٣) ومنها: إن الرجل بعد تحصيل أصل الإيمان لو قصر في كماله لقصوره في القوة العلمية أو في القوة العلمية واقتناعه بما عنده لا يعد مقصرا ولا يؤاخذ عليه وانعظمت حسرته وطالت ندامته يوم يقول المتقون: (الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوء من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين) (٤)، ﴿ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه إن الله لغني عن العالمين﴾ (5).