ذلك، ورواه في غاية المرام عن الحافظ أبو نعيم الإصفهاني. (1) قال رافع أعلام النصب والعدوان، فضل بن روزبهان: (المراد بالسابق إن كان السابق في الإسلام فسلمان ليس كذلك، وإن كان السابق في الأعمال الصالحات فغيره من الصحابة هكذا، ولا صحة لهذا النقل وهو من تفاسير الشيعة.) وقال ناصر أهل البيت بالقلب واللسان في إحقاق الحق: (قد روى الحافظ أبو بكر بن مردويه ما في معنى ذلك، وما ذكره من أن إسلام سلمان ليس سابقا في الإسلام، إن أراد به نفي كونه أسبق الكل فنحن لا ندعيه ولا دلالة للآية عليه، وإن أراد به نفي كونه من السابقين الأولين بأن يكون ثاني الأولين أو ثالثهم، فهو جهل بحال سلمان أو تجاهل لأجل ترويج حال أبي بكر وسد باب تقدم إسلام سلمان عليه، وإلا فقد روى الرازي (2) وغيره من المفسرين: إن سلمان قد جاء النبي صلى الله عليه وآله قبل البعثة ولهذا كان الكفار يتهمون النبي صلى الله عليه وآله عند بعثته بأن ما يذكره من الأخبار الماضية ويجئ به كلام الله إنما هي بتعليم سلمان، فرد الله تعالى عليهم بقوله:
(لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين) (3)، نعم لما كان سلمان رجلا غريبا مسكينا لم تحصل له خلافة وأمارة لم يلتفت الجمهور إلى ضبط حاله ولم يرضوا أن يذكروا فيه ما يروى بشأن أبي بكر ووباله، ولو نال (سلمان) الخلافة أولا ولو بالجلافة لقالوا: إنه أفضل وأسبق إسلاما من ابن أبي قحافة، وقد رأيت في بعض الكتب المعتبرة إن سلمان رضي الله عنه هو الذي صار واسطة في تقريب أبي بكر إلى النبي صلى الله عليه وآله، فقال للنبي صلى الله عليه