وكذلك الجماعة ما منهم إلا من ينتسب (1) إلى قبيلة ويختص بسداد وفصاحة، وقد خرج وخرجنا معه حين (2) وردتم (3) نلتمس (4) الفائدة المستطرفة من أحدكم، حين شاهدناك (5) رجونا ما نبغيه عندك لعلو سنك.
فقال الشيخ: والله يا بني أخي - حياكم الله - إن الدنيا شغلتنا عما تبتغون مني، فإن أردتم الفائدة فاطلبوها عند أبي وها بيته - وأشار إلى خباء (6) كبير بإزائه -.
فقلنا: النظر إلى مثل والد هذا الشيخ الهم (7) فائدة تتعجل (8)، فقصدنا ذلك البيت فوجدنا في كسره (9) شيخا منضجعا (10)، وحوله من الخدم، والأمر أوفى مما شاهدناه أولا، ورأينا عليه من آثار السن ما يجوز له أن يكون والد ذلك الشيخ.
فدنونا منه وسلمنا (11) عليه، فأحسن الرد وأكرم الجواب. فقلنا له مثل ما قلنا لابنه وما كان من جوابه، وأنه دلنا عليك فعرجنا (12) بالقصد إليك.
فقال: يا بني أخي - حياكم الله - إن الذي شغل ابني عما التمستموه منه (13) هو الذي شغلني عما هذه سبيله، ولكن الفائدة تجدونها عند والدي وها هو بيته - وأشار