شيخا فانيا قد سقط حاجباه على عينيه قد عصبهما بعصابة، فلما رآه الآذن (1) - وكانوا يأذنون للناس على أسنانهم - قال: ادخل أيها الشيخ. فدخل يدب (2) على العصا يقيم بها صلبه ولحييه (3) على ركبتيه.
فلما رآه عبد الملك رق له وقال: اجلس أيها الشيخ.
فقال: يا أمير المؤمنين أيجلس الشيخ وجده على الباب؟
قال: فأنت إذن من ولد الربيع بن ضبع الفزاري.
قال: نعم أنا وهب بن عبد الله بن الربيع.
فقال للآذن: ارجع فأدخل الربيع. فخرج الآذن فلم يعرفه حتى نادى: أين الربيع؟
فقال الربيع: ها أنا ذا. فقام يتطرق (4) في مشيته، فلما دخل [على] (5) عبد الملك سلم، فقال عبد الملك لجلسائه: وأبيكم (6) [إنه لأشب] (7) الرجلين. يا ربيع أخبرني عما أدركت من العمر والمدى ورأيت من الخطوب الماضية.