إلى بيت منيف (1) ينحوه (2) منه.
فقلنا فيما بيننا: حسبنا من الفوائد مشاهدة والد هذا الشيخ الفاني، فإن كانت منه فائدة فهي ربح لم يحتسب، وقصدنا ذلك الخباء فوجدنا حوله عددا كثيرا (3) من الإماء والعبيد.
فحين رأونا تسرعوا إلينا وبدؤوا بالسلام علينا وقالوا: ما تبغون حياكم الله؟
فقلنا: نبغي السلام على سيدكم وطلب الفائدة من عنده ببركتكم (4).
فقالوا: الفوائد كلها عند سيدنا، ودخل منهم من يستأذن ثم خرج بالإذن لنا.
فدخلنا (5) فإذا سرير في صدر البيت، وعليه مخاد من جانبيه ووسادة في أوله، وعلى الوسادة رأس شيخ قد بلي وطار شعره (والإزار على المخاد التي من جانبي السرير ليستره ولا يثقل منه عليه) (6). فجهرنا بالسلام، فأحسن (7) الرد، وقال قائلنا مثل ما قال (لولد ولده) (8)، وأعلمناه (9) أنه أرشدنا (إلى أبيه، فحججنا بما احتج به وأن أباه أرشدنا) (10) إليك وبشرنا بالفائدة منك.
ففتح الشيخ عينين قد غارتا في أم رأسه (11) وقال للخدم: أجلسوني. فلم تزل