قالت: ثم أتيت علي بن الحسين (عليهما السلام) وقد بلغ بي الكبر إلى أن أعييت (1) وأنا أعد يومئذ مائة وثلاثة وعشرين (2) سنة. فرأيته راكعا ساجدا مشغولا بالعبادة، فيئست من الدلالة، فأومى إلي بالسبابة فعاد إلي شبابي.
قالت: فقلت يا سيدي كم مضى من الدنيا وكم بقي؟
فقال: أما ما مضى فنعم، وأما ما بقي فلا.
قالت: ثم قال: هات ما معك. فأعطيته الحصاة فطبع فيها (3).
ثم أتيت أبا جعفر (عليه السلام) فطبع فيها.
ثم أتيت أبا عبد الله (عليه السلام) فطبع فيها.
ثم أتيت أبا الحسن موسى بن جعفر (عليهما السلام) فطبع فيها.
ثم أتيت الرضا (عليه السلام) فطبع فيها.
وعاشت حبابة بعد ذلك تسعة أشهر. (4) وبالطريق المذكور، يرفعه إلى محمد (5) بن إسماعيل بن موسى بن جعفر [عن أبيه،