ومما صح لي روايته عن الشيخ السعيد أبي عبد الله محمد المفيد (رحمه الله)، يرفعه إلى المفضل بن عمر (1) قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن لصاحب هذا الأمر غيبتين، تطول إحداهما حتى يقول بعضهم مات، (2) وبعضهم ذهب، حتى لا يبقي امرؤ من أصحابه إلا نفر يسير. لا يطلع على موضعه أحد من ولده (3) ولا غيره إلا المولى الذي يلي أمره. (4) ولا شك أن غيبته (عليه السلام) موضع فتنة، ومحل خبرة (5). وقد سبق ذلك في حكم الله تعالى واقتضته المصلحة في امتحان العباد.
أليس قد ذكر في كتابه أن الفتنة تحصل للمؤمنين من عباده: * (ألم * أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون) * (6)، فيحصل الثواب للصابرين، والعقاب للناكثين الملحدين في الدين.