منتخب الأنوار المضيئة - السيد بهاء الدين النجفي - ج ١ - الصفحة ٢١١
ومما صح لي روايته عن الشيخ السعيد أبي عبد الله محمد المفيد (رحمه الله)، يرفعه إلى المفضل بن عمر (1) قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن لصاحب هذا الأمر غيبتين، تطول إحداهما حتى يقول بعضهم مات، (2) وبعضهم ذهب، حتى لا يبقي امرؤ من أصحابه إلا نفر يسير. لا يطلع على موضعه أحد من ولده (3) ولا غيره إلا المولى الذي يلي أمره. (4) ولا شك أن غيبته (عليه السلام) موضع فتنة، ومحل خبرة (5). وقد سبق ذلك في حكم الله تعالى واقتضته المصلحة في امتحان العباد.
أليس قد ذكر في كتابه أن الفتنة تحصل للمؤمنين من عباده: * (ألم * أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون) * (6)، فيحصل الثواب للصابرين، والعقاب للناكثين الملحدين في الدين.

١ - مفضل بن عمر الجعفي الكوفي: ذكره الشيخ في رجاله: ٣١٤ رقم ٥٥٤ في أصحاب الصادق (عليه السلام)، وفي ص ٣٦٠ رقم ٢٣ في أصحاب الكاظم (عليه السلام)، وعده في الغيبة: ٢١٠ من الممدوحين. وعده الشيخ المفيد في الإرشاد: ٢ / ٢١٦ من شيوخ أصحاب أبي عبد الله، وخاصته وبطانته وثقاته الفقهاء الصالحين. وذكره النجاشي في رجاله: ٤١٦ رقم ١١١٢ ذاما وقادحا إياه، وكذلك العلامة في الخلاصة: ٤٠٧ رقم ١٦٤٧. وتفصيل الكلام في ذلك في معجم رجال الحديث: ١٨ / ٢٩٢ - ٣٠٥ رقم ١٢٥٨٦ فراجع.
٢ - بزيادة " وبعضهم يقول: قتل " غيبة النعماني وغيبة الطوسي.
٣ - " من ولي " الغيبة للنعماني. وعنه في البحار: " من ولده " كما في المتن.
٤ - الغيبة للنعماني: ١٧١ ح ٥، والغيبة للطوسي: ٤١ وص ١٠٢، عنهما البحار: ٥٢ / ١٥٢ ح ٥، و ج ٥٣ / ٣٢٤، وفي إثبات الهداة: ٣ / ٤٩٩ ح ٢٧٨ وص ٥٠٠ ح ٢٨٠ عن غيبة الطوسي.
قال النعماني بعد نقل هذا الحديث: " ولو لم يكن يروى في الغيبة إلا هذا الحديث، لكان فيه كفاية لمن تأمله ".
٥ - " حيرة " ح.
٦ - سورة العنكبوت: ١ و 2.
(٢١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 ... » »»
الفهرست