الموجودات في الممكن ولو انحصرت فيه (لاحتاج الكل) أي المجموع بحيث لا يشذ عنه شئ من أجزائه الممكنة (إلى موجد) لكونه ممكنا مركبا من ممكنات (مستقل) في الايجاد بأن لا يستند وجرد شئ من أجزائه إلا إليه أو إلى ما هو صادر عنه فيكون هو الموجد لكل واحد منها إما ابتداء أو بواسطة هي منه أيضا (يكون ارتفاع الكل مرة) أي بالكلية وذلك (بأن لا يوجد الكل ولا واحد من أجزائه أصلا ممتنعا بالنظر إلى جوده أي وجود ذلك الموجد المستقل (إذ ما لا يمنع جميع أنحاء العدم لا يكون موجبا للوجود) لما عرفت من أن الممكن ما لم يجب وجوده من علته لم يوجد ويلزم من ذلك امتناع عدمه من أجلها بحيث لا يتطرق إليه العدم أصلا بوجه من الوجوه ولا شك أن عدم المجموع يكون على أنحاء شتى فإنه قد يعدم بعدم هذا الجزء وبعدم جزء آخر وهكذا فالموجد المستقل للكل يجب أن يكون بحيث يمتنع بسببه جميع هذه العدمات المنسوبة إلى أجزائه (و) الشئ (الذي إذا فرض عدم جميع الأجزاء) أي عدم أي واحد منها (كان) ذلك العدم (ممتنعا نظرا إلى وجوده يكون خارجا عن المجموع) لا نفسه ولا داخلا فيه لأن عدم شئ منهما ليس
(١٠)