النهاية في غريب الحديث - ابن الأثير - ج ٣ - الصفحة ٣٩١
ما فضل عن قوت العيال وكفايتهم، فإذا أعطيتها غيرك أبقت بعدها لك ولهم غنى، وكانت عن استغناء منك ومنهم عنها.
وقيل: خير الصدقة ما أغنيت به من أعطيته عن المسألة.
* وفى حديث الخيل " رجل ربطها تغنيا وتعففا " أي استغناء بها عن الطلب من الناس.
(ه‍ س) وفى حديث القرآن " من لم يتغن فليس منا " أي لم يستغن به عن غيره.
يقال: تغنيت، وتغانيت، واستغنيت.
وقيل: أراد من لم يجهر بالقراءة فليس منا. وقد جاء مفسرا.
(ه‍ س) في حديث آخر ما أذن الله لشئ كإذنه لنبي يتغنى بالقرآن يجهر به " قيل إن قوله " يجهر به " تفسير لقوله " يتغنى به ".
وقال الشافعي: معناه تحسين (1) القراءة وترقيقها، ويشهد له الحديث الآخر " زينوا القرآن بأصواتكم " وكل من رفع صوته ووالاه فصوته عند العرب غناء.
قال ابن الأعرابي: كانت العرب تتغنى بالركباني (2) إذا ركبت وإذا جلست في الأفنية.
وعلى أكثر أحوالها، فلما نزل القرآن أحب النبي صلى الله عليه وسلم أن تكون هجيراهم بالقرآن مكان التغني بالركباني.
وأول من قرأ بالألحان عبيد الله بن أبي بكرة، فورثه عنه عبيد الله بن عمر، ولذلك يقال:
قراءة العمرى (3). وأخذ ذلك عنه سعيد العلاف الإباضي.
(ه‍) وفى حديث الجمعة " من استغنى بلهو أو تجارة استغنى الله عنه والله غنى حميد " أي اطرحه الله ورمى به من عينه، فعل من استغنى عن الشئ فلم يلتفت إليه.
وقيل: جزاه جزاء استغنائه عنها، كقوله تعالى: " نسوا الله فنسيهم ".

(1) في الهروي: " تحزين ". (2) هو نشيد بالمد والتمطيط. الفائق 1 / 458.
(3) كذا بالأصل، وفى ا: " قرأ العمرى ". وفى اللسان: " قرأت العمرى ".
(٣٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 386 387 388 389 390 391 392 393 394 395 396 ... » »»
الفهرست