النهاية في غريب الحديث - ابن الأثير - ج ٣ - الصفحة ٢٦٦
(ه‍) وفيه " أنه أمر بإعفاء اللحى " هو أن يوفر شعرها ولا يقص كالشوارب، من عفا الشئ إذا كثر وزاد. يقال: أعفيته وعفيته.
* ومنه حديث القصاص " لا أعفى من قتل بعد أخذ الدية " هذا دعاء عليه: أي لا كثر ماله ولا استغنى.
(ه‍) ومنه الحديث " إذا دخل صفر وعفا الوبر " أي كثر وبر الإبل.
* وفى رواية أخرى " وعفا الأثر " هو بمعنى درس وامحى.
(ه‍) ومنه حديث مصعب بن عمير " إنه غلام عاف " أي وافى اللحم كثيره.
* وفى حديث عمر " إن عاملنا ليس بالشعث ولا العافي ".
* وفيه " إن المنافق إذا مرض ثم أعفى كان كالبعير عقله أهله ثم أرسلوه، فلم يدر لم عقلوه ولم أرسلوه " أعفى المريض بمعنى عوفي.
(ه‍) وفيه " أنه أقطع من أرض المدينة ما كان عفاء (1) أي ما ليس فيه لأحد أثر، وهو من عفا الشئ إذا درس ولم يبق له أثر. يقال: عفت الدار عفاء، أو ما ليس لأحد فيه ملك، من عفا الشئ يعفو إذا صفا وخلص.
(ه‍) ومنه الحديث " ويرعون عفاءها (2) ".
* ومنه حديث صفوان بن محرز " إذا دخلت بيتي فأكلت رغيفا وشربت عليه من الماء فعلى الدنيا العفاء " أي الدروس وذهاب الأثر. وقيل: العفاء التراب.
(ه‍) وفيه " ما أكلت العافية منها فهو له صدقة " وفى رواية " العوافي " العافية والعافي:
كل طالب رزق من انسان أو بهيمة أو طائر، وجمعها: العوافي، وقد تقع العافية على الجماعة.
يقال: عفوته واعتفيته: أي أتيته أطلب معروفه. وقد تكرر ذكر " العوافي " في الحديث بهذا المعنى.

(1) في الأصل، واللسان: " عفا " وأثبتنا ما في ا، والهروي، والفائق 2 / 166، 3 / 94.
(2) زاد الهروي: " والعفا، مقصور.... ".
(٢٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 261 262 263 264 265 266 267 268 269 270 271 ... » »»
الفهرست