الطرق مسالح له لا يجدون أحدا زاره إلا أتوه به فقتله أو أنهكه عقوبة.
قال أبو الفرج الإصفهاني: حدثني أحمد بن الجعد الوشاء، وقد شاهد ذلك، قال: إن المتوكل بعث برجل من أصحابه يقال له الديزج، وكان يهوديا فأسلم، أرسله إلى قبر الحسين (عليه السلام)، وأمره بكرب قبره ومحوه وإخراب كل ما حوله، فمضى لذلك وخرب ما حوله، وهدم البناء وكرب ما حوله نحو مائتي جريب، فلما بلغ إلى قبره لم يتقدم إليه أحد، فأحضر قوما من اليهود فكربوه، ووكل به مسالح بين كل مسلحتين ميل، فلا يزوره زائر إلا أخذوه ووجهوا به إليه (1).
وفي تأريخ الطبري وابن الأثير حوادث سنة 236 ه: أنه في تلك السنة هدم قبر الحسين بن علي (عليه السلام) وسواه بالتراب، ثم أمر بحرث الأرض وزرعها لتضيع معالمه، وقتل عددا كبيرا من زواره، وبالتالي فرض عليهم الضرائب وشتى أنواع العقوبات ليمتنعوا عن زيارته (2).
وروي أنه لما صار الماء فوق مكان قبره (عليه السلام) وقف وافترق فرقتين، يمينا وشمالا، ودار حتى التقى تحت المكان، وبقي الوسط خاليا من الماء، والماء مستدير حوله، فسمي من ذلك اليوم ب: الحائر (3).
قال أبو الفرج الإصفهاني: وحدثني محمد بن الحسين الأشناني، قال: بعد عهدي بالزيارة في تلك الأيام خوفا، ثم عملت على المخاطرة بنفسي فيها، وساعدني رجل من العطارين على ذلك، فخرجنا زائرين نكمن النهار ونسير الليل حتى أتينا