موسوعة المصطفى والعترة (ع) - الحاج حسين الشاكري - ج ١٤ - الصفحة ١٥٨
الفضل، قال: رأيت أبا الحسن (عليه السلام) صاحب العسكر في اليوم الذي توفي فيه أبوه أبو جعفر (عليه السلام)، يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، مضى والله أبو جعفر (عليه السلام).
فقلت له: كيف تعلم وهو ببغداد وأنت ها هنا بالمدينة!
فقال: لأنه تداخلني ذلة واستكانة لله عز وجل، لم أكن أعرفها (1).
10 - وروى المعلى بن محمد، عن أحمد بن محمد بن عبد الله، عن علي بن محمد النوفلي، قال: قال علي بن محمد (عليه السلام) لما بدأ المتوكل بعمارة الجعفري (2) في سر من رأى: يا علي، إن هذا الطاغية يبتلى ببناء مدينة لا تتم، ويكون حتفه فيها قبل تمامها، على يد فرعون من فراعنة الأتراك.
ثم قال: يا علي، إن الله عز وجل اصطفى محمدا (صلى الله عليه وآله) بالنبوة والبرهان، واصطفانا بالمحبة والتبيان، وجعل كرامة الصفوة لمن ترى، يعني نفسه (عليه السلام) (3).
11 - وروي أن رجلا من أهل المدائن كتب إليه يسأله عما بقي من ملك المتوكل، فكتب (عليه السلام): بسم الله الرحمن الرحيم: (قال تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلا مما تأكلون * ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث

(١) دلائل الإمامة: ٤١٥ / ٣٧٨، بصائر الدرجات: ٤٨٧ / ٣ و ٥، الكافي ١: ٣١٢ / ٥، إثبات الوصية: ١٩٤، نوادر المعجزات: ١٨٩ / 8.
(2) الجعفري: اسم قصر بناه المتوكل قرب سامراء، واستحدث عنده مدينة انتقل إليها، وفيه قتل سنة 247 ه‍.
(3) دلائل الإمامة: 415 / 376، إثبات الوصية: 202.
(١٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 ... » »»
الفهرست