الحكم بن عيينة عنده كأنه مغلوب (1).
فتحدث الإمام أبو جعفر (عليه السلام) كثيرا عن أهمية العلم، وحث على طلبه لأنه الدعامة الأولى الذي ترتكز عليه حياة الأمم والشعوب، كما أشاد (عليه السلام) بفضل العلماء لأنهم مصدر الوعي والتوجيه للأمة، ومجد الإمام أبو جعفر (عليه السلام) العلم، ودعا إليه، وحث على طلبه، وأثنى على طلابه، يقول (عليه السلام):
" تعلموا العلم فإن تعلمه جنة، وطلبه عبادة، ومذاكرته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه صدقة، وبذله لأهله قربة. والعلم منار الجنة، وأنس الوحشة، وصاحب في الغربة، ورفيق في الخلوة، ودليل على السراء، وعون على الضراء، وزين عند الأخلاء، وسلاح على الأعداء، يرفع الله به قوما ليجعلهم في الخير أئمة، يقتدى بفعالهم، وتقتص آثارهم، ويصلي عليهم كل رطب ويابس، وحيتان البحر وهوامه، وسباع البر وأنعامه " (2).
لا أعرف كلمة مجدت العلم، وقيمت أهله، وأحاطت بثمراته وفوائده كهذه الكلمة الذهبية التي من حقها أن ترسم في معاهد العلم وجامعاته.
وأشاد (عليه السلام) بفضل العالم، وبين مكانته الاجتماعية، وما أعد الله له من مزيد الأجر، وفيما يلي بعض ما أثر عنه.
- قال (عليه السلام): " عالم ينتفع بعلمه أفضل من سبعين ألف عابد " (3).
- وقال (عليه السلام): " من علم باب هدى فله مثل اجر من عمل به، ولا ينقص أولئك من أجورهم شيئا، ومن علم باب ضلالة كان عليه مثل وزر من عمل به ولا ينقص أولئك من أوزارهم شيئا " (4).