فلما فرغ منها قال له أبو جعفر: يا كميت! إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال لحسان بن ثابت:
إنك لا تزال مؤيدا بروح القدس ما نصرتنا بلسانك وقلت فينا (1).
وهذان البيتان من قصيدة طويلة للكميت وهي الميمية من هاشمياته، وفي البحار نقل من خط ابن فهد الحلي قيل: إن رجلا ورد على أبي جعفر الأول بقصيدة مطلعها (عليك السلام أبا جعفر) فلم يمنحه شيئا فسأله في ذلك وقال لم لا تمنحني وقد مدحتك؟ فقال حييتني تحية الأموات اما سمعت قول الشاعر؟:
الا طرقتنا آخر الليل زينب * عليك سلام هل لما فات مطلب فقلت لها حييت زينب خدنكم * تحية ميت وهو في الحي يشرب مع أنه كان يكفيك ان تقول: (سلام عليك أبا جعفر) (2).
هذا وكانت للشاعرين الشهيرين كثير عزة، والكميت الأسدي اتصالات وثيقة بالإمام أبي جعفر (عليه السلام) فكلاهما يدينان بإمامته، ووجوب طاعته، والانقطاع إليه، وقد شاع ذلك عنهما، وعرفا به عند جميع الأوساط.
أما كثير عزة فهو كثير بن عبد الرحمن بن الأسود بن عامر الخزاعي، أبو صخر (.. - 510 ه) (.. - 723 م). عن المرزباني: كان شاعر أهل الحجاز في الإسلام (3).
وفي الدرجات الرفيعة: أبو حمزة الخزاعي المدني، كان في مواهبه الشعرية أشعر أهل الإسلام.
كان شديد الولاء لأهل البيت (عليهم السلام) متعصبا لهم، ولم يخف تشيعه على الأمويين. وكان يكن في أعماق نفسه خالص الحب والولاء للإمام أبي