وتنكر المعروف؟ قال: فأقبل الناس من الطرق ويقولون: سلام عليكم يا أمير المؤمنين، فسقط الرجل في يديه (1) فقال: يا أمير المؤمنين أقلني عثرتي، فوالله لأكونن لها أرضا تطأني، فأغمد علي سيفه وقال: يا أمة الله ادخلي منزلك، ولا تلجئي زوجك إلى مثل هذا وشبهه (2).
1630 - الاختصاص: إن سعيد بن القيس الهمداني رآه [عليا (عليه السلام)] يوما في شدة الحر في فناء حائط، فقال: يا أمير المؤمنين! بهذه الساعة؟ قال: ما خرجت إلا لأعين مظلوما أو أغيث ملهوفا. فبينا هو كذلك إذ أتته امرأة قد خلع قلبها، لا تدري أين تأخذ من الدنيا حتى وقفت عليه، فقالت: يا أمير المؤمنين! ظلمني زوجي وتعدى علي وحلف ليضربني فاذهب معي إليه، فطأطأ رأسه ثم رفعه وهو يقول: لا والله، حتى يؤخذ للمظلوم حقه غير متعتع، وأين منزلك؟ قالت:
في موضع كذا وكذا.
فانطلق معها حتى انتهت إلى منزلها، فقالت: هذا منزلي، قال: فسلم، فخرج شاب عليه إزار ملونة، فقال: اتق الله فقد أخفت زوجتك، فقال: وما أنت وذاك؟
والله لأحرقنها بالنار لكلامك.
قال: وكان إذا ذهب إلى مكان أخذ الدرة بيده، والسيف معلق تحت يده، فمن حل عليه حكم بالدرة ضربه، ومن حل عليه حكم بالسيف عاجله، فلم يعلم الشاب إلا وقد أصلت السيف وقال له: آمرك بالمعروف وأنهاك عن المنكر، وترد المعروف! تب وإلا قتلتك.
قال: وأقبل الناس من السكك يسألون عن أمير المؤمنين (عليه السلام) حتى وقفوا