موسوعة الإمام علي بن أبي طالب (ع) في الكتاب والسنة والتاريخ - محمد الريشهري - ج ٤ - الصفحة ١٨٥
إن نمى (1) فيصنع فيه من غيره، فإنما حفظي لذلك، وأكره أن أدخل بطني إلا طيبا.
وإني لم أستطع أن أقول لك إلا الذي قلت لك بين أيديهم، إنهم قوم خدع، ولكني آمرك الآن بما تأخذهم به، فإن أنت فعلت وإلا أخذك الله به دوني، فإن يبلغني عنك خلاف ما أمرتك عزلتك! فلا تبيعن (2) لهم رزقا يأكلونه، ولا كسوة شتاء ولا صيف، ولا تضربن رجلا منهم سوطا في طلب درهم، ولا تقبحه في طلب درهم؛ فإنا لم نؤمر بذلك، ولا تبيعن لهم دابة يعملون عليها، إنما أمرنا أن نأخذ منهم العفو.
قال: قلت: إذا أجيئك كما ذهبت! قال: وإن فعلت.
قال: فذهبت فتتبعت ما أمرني به، فرجعت والله ما بقي علي درهم واحد إلا وفيته (3).
1487 - الإمام علي (عليه السلام) - من عهده إلى بعض عماله وقد بعثه على الصدقة -: أمره بتقوى الله في سرائر أمره، وخفيات عمله، حيث لا شهيد غيره، ولا وكيل دونه.
وأمره أن لا يعمل بشيء من طاعة الله فيما ظهر، فيخالف إلى غيره فيما أسر، ومن لم يختلف سره وعلانيته وفعله ومقالته، فقد أدى الأمانة، وأخلص العبادة.
وأمره أن لا يجبههم، ولا يعضههم (4)، ولا يرغب عنهم، تفضلا بالإمارة عليهم؛

(١) كذا في المصدر، وفي حلية الأولياء: " فأخاف أن يغنى فيصنع من غيره " وهي أظهر.
(٢) في الطبعة المعتمدة: " يتبعن " وهو تصحيف والتصحيح من تاريخ دمشق " ترجمة الامام علي (عليه السلام) " تحقيق محمد باقر المحمودي (٣ / ١٩٩ / ١٢٤٩).
(٣) تاريخ دمشق: ٤٢ / ٤٨٧، حلية الأولياء: ١ / ٨٢ وفيه إلى " طيبا " وراجع المعيار والموازنة: ٢٤٨ وكنز العمال: ٥ / ٧٧٣ / ١٤٣٤٦ وشرح الأخبار: ٢ / ٣٦٤ / ٧٢٦.
(٤) العضه والعضه والعضيهة: البهيتة، وهي الإفك والبهتان والنميمة (لسان العرب: ١٣ / 515).
(١٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 ... » »»
الفهرست