أما انك ستصلب على جدعها، قال رشيد فكنت اختلف إليها طرفي النهار أسقيها ومضى أمير المؤمنين " ع " قال فجئتها يوما وقد قطع سعفها قلت اقترب أجلي، ثم جئت يوما فجاء العريف فقال أجب الأمير فأتيته فلما دخلت القصر إذا الخشب ملقى فإذا فيه الزرنوق فجئت حتى ضربت الزرنوق برجلي ثم قلت لك غذيت ولي انبت، ثم أدخلت على عبيد الله بن زياد فقال هات من كذب صاحبك، فقلت والله ما أنا بكذاب ولا هو ولقد اخبرني انك تقطع يدي ورجلي ولساني قال إذن والله نكذبه اقطعوا يديه ورجليه وأخرجوه فلما حمل إلى أهله اقبل يحدث الناس بالعظايم وهو يقول أيها الناس سلوني وان للقوم عندي طلبة لم يقضوها، فدخل رجل على ابن زياد فقال له ماذا صنعت قطعت يديه ورجليه وهو يحدث الناس بالعظائم؟ قال فأرسل إليه ردوه، وقد انتهى إلى بابه فردوه فأمر بقطع لسانه وصلبه.
(عمر بن الحمق الخزاعي): في البحار ان عمرو بن الحمق كان صاحب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم صاحب أمير المؤمنين " ع "، وفي كلمات الأئمة كان عبدا صالحا أبلته العبادة فانحلت جسمه وصفرت لونه.
ولما قتل أمير المؤمنين " ع " طلبه معاوية ليقتله فكان لا يأوي الكوفة فبعث له معاوية الأمان والمواثيق والعهود أن لا يتعرض له بسوء فدخلها فقبض عليه وقتله.
وفيه روى محمد بن علي الصواف عن الحسين بن سفيان عن أبيه عن شمير بن سدير الأزدي قال قال علي " ع " لعمرو بن الحمق الخزاعي أين نزلت يا عمرو؟ فقال في قومي، فقال لا تنزلن فيهم، قال أفأنزل في بني كنانة جيراننا؟ قال لا، قال أفأنزل في ثقيف؟ قال فبما تصنع بالمعرة والمجرة؟ قال وما هما قال عنقان من نار يخرجان من ظهر الكوفة يأتي أحدهما على تميم وبكر بن وائل فبما يفلت منه أحد ويأتي الأخر فيأخذ على الجانب الآخر من الكوفة فقل من يصيب منهم انما هو يدخل الدار فيحرق البيت والبيتين، قال أفأنزل في بني عمرو بن عامر من الأزد؟ قال فقام قوم حضروا هذا الكلام وقالوا: ما تراه إلا كاهنا يتحدث بحديث الكهنة. فقال يا عمرو