انك لمقتول بعدي وان رأسك لمنقول وهو أول رأس ينقل في الاسلام وويل لقاتلك اما انك لا تنزل بقوم إلا أسلموك برمتك إلا هذا الحي من بني عمرو بن عامر من الأزد فإنهم لن يسلموك ولن يخذلوك، قال فوالله ما مضت الأيام حتى تنقل عمرو بن الحمق في خلافة معاوية في الأحياء خائفا مذعورا حتى نزل في قومه من بني خزاعة فأسلموه، فقتل وحمل رأسه من العراق إلى معاوية، وهو أول رأس حمل في الاسلام من بلد إلى بلد. وكان عمرو بن الحمق في جملة من دخل على عثمان يوم الدار.
قال المسعودي: وقد قيل إن عمرو بن الحمق طعن عثمان بسهام تسع طعنات.
(حجر بن عدي): كان من أبر أصحاب أمير المؤمنين " ع " وكان ذا علم وحلم وشجاعة وكرم وفصاحة، أخبره أمير المؤمنين (عليه السلام) بما يجري عليه بعده من القتل.
قال المسعودي في تاريخه " مروج الذهب ": وفي سنة ثلاث وخمسين قتل معاوية حجر بن عدي الكندي، وهو أول من قتل صبرا في الاسلام، حمله زياد من الكوفة ومعه تسعة نفر من أصحابه من أهل الكوفة وأربعة من غيرها فلما صارا على أميال من الكوفة يراد به دمشق أنشأت ابنته تقول ولا عقب له من غيرها:
ترفع أيها القمر المنير * لعلك أن ترى حجرا يسير يسير إلى معاوية بن حرب * ليقتله كذا زعم الأمير ويصلبه على بابي دمشق * وتأكل من محاسنه النسور تخيرت الخبائر بعد حجر * وطاب لها الخورنق والسدير ألا يا حجر حجر بني عدي * تلقتك السلامة والسرور أخاف عليك ما أردى عليا * وشيخا في دمشق له زئير ألا يا ليت حجرا مات موتا * ولم ينحر كما نحر البعير فان تهلك فكل عميد قوم * إلى هلك من الدنيا يصير ولما صار إلى مرج عذراء على اثنى عشر ميلا من دمشق تقدم البريد بأخبارهم إلى معاوية فبعث برجل أعور، فلما أشرف على حجر وأصحابه قال رجل منهم