يا عمار ستكون بعدي فتنة فإذا كان ذلك فاتبع عليا وحزبه فإنه مع الحق والحق معه ستقاتل بعدي الناكثين والقاسطين فجزاك الله يا أمير المؤمنين أفضل الجزاء فقد أديت وأبلغت ونصحت لله ولرسوله، فركب وركب أمير المؤمنين " ع "، ثم برز إلى القتال ثم دعا بشربة من ماء، فقيل ما معنا ماء فقام إليه رجل من الأنصار فأسقاه شربة من لبن فشربه، ثم قال: هكذا عهد إلي رسول الله أن يكون آخر زادي من الدنيا شربة من اللبن، ثم حمل على القوم فقتل ثمانية عشر نفسا، فخرج إليه رجلان من أهل الشام فطعناه وقتل (ره)، فلما كان الليل طاف أمير المؤمنين " ع " في القتلى فوجد عمارا ملقى بين القتلى فوضع رأسه على فخذه ثم بكى وأنشأ يقول:
أيا موت كم هذا التفرق عنوة * فلست تبقي خلة لخليل أراك بصيرا بالذين أحبهم * كأنك تمضي نحوهم بدليل أقول: وفي " مجمع البحرين ": ان عمار بن ياسر لما قتل يوم صفين احتمله أمير المؤمنين " ع " وجعل يمسح الدم عن وجهه وهو يقول:
وما ظبية تسبي الظباء بطرفها * إذا انبعثت خلنا بأجفانها سحرا بأحسن ممن خضب السيف وجهه * دما في سبيل الله حتى قضى صبرا وقال المسعودي: قتل عمار بن ياسر وله من العمر ثلاث وتسعون سنة، وقبره بصفين.
محمد بن أبي بكر: كان منقطعا إلى أمير المؤمنين " ع " منذ فطم، وكانت أسماء بنت عميس هي السبب في ذلك، وكان أمير المؤمنين عليه السلام ينزله بمنزلة أولاده حضر مع أمير المؤمنين حرب الجمل وصفين وأبلى فيهما بلاء حسنا قال المسعودي في " مروج الذهب ": كان محمد بن أبي بكر يدعى عابد قريش لنسكه وزهده، ورباه علي بن أبي طالب " ع "، ومحمد بن أبي بكر جد الصادق " ع " لأمه، لأن أم الصادق هي أم فروة، وقيل اسمها فاطمة وكنيتها أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر، وكان القاسم هذا فقيه أهل المدينة في زمانه.
وفي " البحار ": عن الكافي عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن عبد الله بن