عظيما، وصعب عليه.
فلما كان بعد ثلاثة أيام وإذا أصواتهم مرتفعة بالتكبير والتهليل، فقمت ففتحت لهم الباب على جاري عادتي وإذا بعباس الأمعص والسيف معه، فقال: يا حسن هذا السيف فالزمه، فقلت: اخبرني خبره؟ فقال: رأيت مولانا أمير المؤمنين (ع) في منامي وقد أتى إلي وقال: يا عباس لا تغضب، إمض إلى دار فلان بن فلان، إصعد الغرفة التي فيها التبن وخذ السيف، وبحياتي عليك لا تفضحه ولا تعلم به أحدا، فمضيت إلى النقيب شمس الدين فأعلمته بذلك، فطلع في السحر إلى الحضرة وأخذ السيف منه وقال له ذلك، فقال لا أعطيك السيف حتى تعلمني من كان أخذه؟ فقال له عباس: يا سيدي يقول لي جدك: بحياتي عليك لا تفضحه ولا تعلم به أحدا، وأخبرك؟ ولم يعلمه، ومات ولم يعلم أحدا من الآخذ للسيف.
وهذه الحكاية أخبرنا بمعناها المذكور القاضي الفاضل المدرس عفيف الدين ربيع ابن محمد الكوفي عن القاضي الزاهد علي بن بدر الهمداني عن عباس المذكور يوم الثلاثاء خامس عشر ربيع الآخر سنة ثمان وثمانين وستمائة.
(قصة لطيفة) قال: وفي سنة تسع وثمانين وخمسمائة كانت نوبتي وشيخ يقال له أبو الغنايم ابن كدونا، وقد أغلقت الحضرة الشريفة صلوات الله على صاحبها، فإذا وقع في مسامعي صوت أحد أبواب القبة، فارتعدت لذلك وقمت ففتحت الباب الأولى ودخلت إلى باب الوداع، فلمست الأقفال فوجدتها على ما هي، ومشيت إلى الأبواب أجمع فوجدتها بحالها، وكنت أقول: والله لو وجدت أحدا للزمته، فلما رجعت طالعا وصلت إلى الشباك الشريف وإذا رجل على ظهر الضريح أحققه في ضوء القناديل، فحين رأيته أخذتني القعقعة والرعدة العظيمة وربى ولساني في فمي إلى أن صعد سقف حلقي، فلزمت بكلتا يدي عمود الشباك وألصقت منكبي الأيمن في ركنه وغاب وجدي عني ساعة! وإذا همهمة الرجل ومشيه على فراش الصحن بالقبة وتحريك الختمة الشريفة بالزاوية من القبة وبعد ساعة رد روعي وسكن ما عندي، فنظرت فلم أره، فرجعت حتى اطلع وجدت