وهو الهزبر الذي تعرفه، قال ابعث إلى خالد بن الوليد فهو الذي يتولى قتله!.
فلما كان الليل بعثوا إلى خالد بن الوليد فأتاهم، فقالوا له نريد ان نحملك امر عظيم فقال احملوني على ما شئتم ولو على قتل علي بن أبي طالب، قيل فهو ذلك، قال خالد متى اقتله؟ قال أبو بكر أحضر المسجد وقم بجنبه في الصلاة فإذا سلمت فقم إليه واضرب عنقه، قال نعم.
فسمعت أسماء بنت عميس وكانت تحت أبي بكر فقالت لجاريتها إذهبي إلى منزل علي (ع) واقرأيه السلام وقولي: " ان الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج اني لك من الناصحين " فجائت فقال لها أمير المؤمنين (ع): قولي لها: (ان الله يحول بينهم وبين ما يشتهون).
ثم قام (ع) وتهيأ للصلاة وحضر المسجد، فأتى خالد بن الوليد وقام يصلي بجنبه ومعه السيف، فلما جلس أبو بكر للتشهد ندم على ما قال وتذكر شدة علي وبأسه وخاف الفتنة وخطر بباله ان بني هاشم يقتلونه ان قتل عليا (ع).
فلم يزل متفكرا لا يجسر ان يسلم حتى ظن الناس انه سهى وما ملك نفسه دون ان التفت إلى ورائه وقال يا خالد لا تفعل ما أمرتك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
فقال أمير المؤمنين (ع): يا خالد ما الذي كان امرك به صاحبك؟ فقال امرني ان اضرب عنقك، قال: أو كنت فاعلا؟ قال إي والله انه قال لي لا تفعل قبل التسليم لقتلتك.
قال: فأخذه علي (ع) فجلد به الأرض، فاجتمع الناس عليه، فقال عمر يقتله ورب الكعبة، فقال الناس الله الله يا أبا الحسن بحق صاحب هذا القبر خل عنه؟ فخلى عنه، ففر خالد من بين يديه وهو يقول أقتلك إن شاء الله.
ثم التفت إلى عمر فأخذ بتلابيبه وهزه هزة وقال: يا بن صهاك والله لولا عهد رسول الله وكتاب من الله سبق لعلمت أينا أضعف ناصرا وأقل عددا، فدخل منزله وفي رواية أخرى: انه (ع) مد يده لعنقه وخنقه بإصبعه، فكادت عيناه