مت قبل هينتي ودون ذلتي عذيري الله منك عاديا ومنك حاميا، ويلاي في كل شارق، ويلاي من كل غارب، مات العمد ووهنت العضد، شكواي إلى أبي وعدواي إلى ربي، اللهم انك أنت أشد قوة وحولا وأحد بأسا وتنكيلا.
فقال لها أمير المؤمنين (ع) لا ويل عليك بل الويل لشانئك، نهنهي عن وجدك يا بنة الصفوة وبقية النبوة فما ونيت عن ديني ولا أخطأت مقدوري فان كنت تريدين البلغة فرزقك مضمون وكفيلك مأمون وما أعدلك أفضل مما قطع عنك، فاحتسبي الله، فقالت حسبي الله ونعم الوكيل.
وفي رواية سليم بن قيس الهلالي: ان فاطمة عليها السلام بلغها ان أبا بكر قبض فدكا فخرجت في نساء بني هاشم ودخلت على أبي بكر فقالت يا أبا بكر تريد ان تأخذ مني أرضا جعلها لي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وتصدق بها علي من الوجيف الذي لم يوجف المسلمون عليه بخيل ولا ركاب، أما كان قال: المرء يحفظ في ولده؟ وقد علمت أنه لم يترك لولده شيئا غيرها.
فلما سمع أبو بكر مقالتها والنسوة معها دعى بدواة ليكتب به لها صكا، فدخل عمر فقال يا خليفة رسول الله لا تكتب لها حتى تقيم البينة مما تدعي!.
فقالت فاطمة (ع): نعم أقيم البينة، قال من؟ قالت: علي وأم أيمن، فقال عمر لا تقبل شهادة امرأة عجمية لا تفصح وأما علي فيجر النار إلى فرسه! فرجعت فاطمة وقد دخلها من الغيظ ما لا يوصف فمرضت.
وكان علي (عليه السلام) يصلي في المسجد الصلوات الخمس، فلما صلى قال له أبو بكر وعمر كيف بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى أن ثقلت، فسألا عنها وقالا قد كان بيننا وبينها ما قد علمت فان رأيت أن تأذن لنا لنعتذر إليها من ذنبنا؟ قال: ذلك اليكما، فقاما فجلسا في الباب ودخل علي (ع) على فاطمة (ع) فقال لها: أيتها الحرة فلان وفلان بالباب يريدان ان يسلما عليك فما ترين؟ قالت: البيت بيتك والحرة زوجتك، وافعل ما تشاء، فقال: سدي قناعك؟ فسدت قناعها وحولت وجهها إلى الحائط، فدخلا وسلما عليها وقالا إرضي عنا رضى الله عنك؟! فقالت: ما دعاكما إلى هذا؟