قال علي (ع) فسألت رسول الله (ص) وأنتم شهود؟ فقال رسول الله (ص) أما الأولون فابن آدم الذي قتل أخاه وفرعون ذو الفراعنة والذي حاج إبراهيم في ربه ورجلان من بني إسرائيل بدلا كتابهم وغيرا سنتهم، أما أحدهم فهود اليهود والآخر فنصر النصارى وعاقر الناقة وقاتل يحيى بن زكريا والدجال في الآخرين وهؤلاء الأربعة أصحاب الكتاب وجبتهم وطاغوتهم الذين تعاهدوا عليه وتعاقدوا على عداوتك يا أخي ويتظاهرون عليك هذا وهذا حتى عدهم وسماهم.
قال: فقلنا: صدقت نشهد إنا سمعنا ذلك من رسول الله (ص) فقال عثمان يا أبا الحسن اما عندك وعند أصحابك في حديث، فقال علي (ع): بلى، سمعت رسول الله (ص) يلعنك ثم لم يستغفر لك بعد ما لعنك، فغضب عثمان، ثم قال ما لي ولك لا تدعني على حال كنت على عهد رسول الله ولا بعده، فقال له الزبير فأرغم الله أنفك، ثم قال له عثمان والله لقد سمعت رسول الله (ص) يقول أن الزبير يقتل مرتدا عن الاسلام.
قال سلمان: فقال علي (ع): فيما بيني وبينه صدق عثمان وذلك أنه يبايعني بعد قتل عثمان فينكث بيعتي ويقتل مرتدا.
قال سلمان: فقال علي (ع) إن الناس كلهم ارتدوا بعد رسول الله (ص) غير أربعة، ان الناس بمنزلة هارون ومن تبعه وبمنزلة العجل ومن تبعه، فعلي في شبه هارون وعتيق في شبه العجل والثاني في شبه السامري.
أقول: وروى أحمد بن علي الطبرسي في (الاحتجاج) عن الصادق (ع) انه قال: لما استخرج أمير المؤمنين عليه السلام من منزله خرجت فاطمة " ع " فما بقيت امرأة هاشمية إلا وخرجت معها، حتى انتهت قريبا من القبر فقالت: خلو عن ابن عمي، فوالذي بعث محمدا بالحق نبيا لئن لم تخلوا عنه لأنشرن شعري ولأضعن قميص رسول الله (ص) على رأسي ولأصرخن إلى الله. فما ناقة صالح بأكرم على الله من أبي ولا الناقة أكرم على الله مني ولا الفصيل بأكرم على الله من ولدي.
قال سلمان كنت قريبا منها فرأيت والله أساس حيطان المسجد، تعلقت من أسفلها حتى لو أراد الرجل أن ينفذ من تحتها لقدر، فدنوت منها فقلت: يا بنت رسول الله