ودفعها فكسر ضلعها من جنبها وألقت جنينها من بطنها! فلم تزل صاحبة فراش حتى ماتت من ذلك شهيدة.
فلما انتهى بعلي إلى أبي بكر انتهره عمر وقال له بايع، فقال له علي (ع): ان لم أبايع فما أنتم صانعون؟ قالوا نقتلك ذلا وصغارا، فقال عليه السلام إذن تقتلون عبد الله وأخا رسول الله؟ فقال أبو بكر اما عبد الله فنعم، واما أخا رسول الله فلا نعرفك بهذا فقال: أتجحدان رسول الله آخا بيني وبينه، فأعاد عليه ثلاث مرات، ثم أقبل علي عليه السلام فقال:
يا معاشر المسلمين والمهاجرين والأنصار أسمعتم رسول الله (ص) يقول يوم غدير خم كذا وكذا؟ وفي غزاة تبوك كذا وكذا، فلم يدع شيئا قال له رسول الله (ص) علانية للعامة إلا ذكرهم إياها؟ قالوا اللهم نعم.
فلما ان تخوف أبو بكر ان ينصره الناس وان يمنعوه منه، بادرهم فقال له كلما قلت حق قد سمعناه بآذاننا ووعته قلوبنا، ولكن سمعت رسول الله (ص) يقول بعد هذا:
إنا أهل بيت اصطفانا الله واختار لنا الآخرة على الدنيا، فان الله لم يكن ليجمع لنا أهل البيت النبوة والخلافة، فقال علي عليه السلام هل أحد من أصحاب رسول الله شهد هذا معك؟ فقال عمر صدق خليفة رسول الله (ص) قد سمعته منه كما قال، وقال أبو عبيدة وسالم مولى أبي حذيفة ومعاذ بن جبل قد سمعنا ذلك من رسول الله، فقال لهم علي (ع): لقد وفيتم بصحيفتكم التي تعاهدتم عليها في الكعبة ان قتل محمدا أو مات لتردن هذا الأمر عنا أهل البيت، فقال أبو بكر فما علمك بذلك اطلعناك عليها؟ فقال علي عليه السلام: أنت يا زبير وأنت يا سلمان وأنت يا أبا ذر وأنت يا مقداد أسألكم بالله وبالاسلام أسمعتم رسول الله (ص) يقول ذلك؟ وأنتم تسمعون ان فلانا وفلانا عد هؤلاء الأربعة قد كتبوا بينهم كتابا ان قتلت أو مت ان يتظاهروا عليك ويزولوا عنك هذا الأمر يا علي قلت بأبي أنت وأمي فماذا تأمرني إذا كان ذلك فقال إن وجدت عليهم أعوانا فجاهدهم ونابذهم وان لم تجد أعوانا فبايع واحقن دمك، فقال: أما والله لو أن أولئك الأربعين الرجل الذين بايعوني وفوا لي لجاهدتكم في الله، فقال له عمر