وأما التي تريدها فهن خدعة الصبي عن اللبن ولعمري لئن نظرت بعقلك لعلمت اني من أبرأ الناس من دم عثمان، وقد علمت أنك من أبناء الطلقاء الذين لا تحل لهم الخلافة.
وأجمع أمير المؤمنين " ع " على المسير وحرض الناس على ذلك ووقعت بينهما مكاتبات كثيرة غير ما ذكر أعرضنا عن ذكرها.
قال أمير المؤمنين عليه السلام: قاتلت الناكثين وهم أهل الجمل، وهؤلاء القاسطون، وسأقتل المارقين.
ثم ركب (ع) فرس النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقصده تسعون ألفا منهم تسعمائة رجل من الأنصار وثمانمائة من المهاجرين فيهم مائة وثمانون رجلا من أهل بدر ومنهم تسعون رجلا بايعوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تحت الشجرة بيعة الرضوان.
وخرج معاوية في مائة وعشرين ألفا يقدمهم مروان بن الحكم قد تقلد بسيف عثمان فنزل صفين في المحرم على شريعة الفرات وقال:
اتاكم الكاشر عن أنيابه * ليث العرين جاء في أصحابه فأنفذ علي عليه السلام شبت بن ربعي وصعصعة بن صوحان فقالا في ذلك لطفا وعنفا، فقال أنتم قتلتم عثمان عطشا، فقال علي (ع): ارووا السيوف من الدماء تروون من الماء والموت في حياتكم مقهورين خير من الحياة في موتكم قاهرين، فقال شاعر في ذلك شعرا:
أتحمون الفرات على رجال * وفي أيديهم الأسل الضباء وفي الأعناق أسياف حداد * كأن القوم عندهم نساء وقال الأشتر:
ميعادنا الآن بياض الصبح * لا يصلح الزاد بغير الملح وقال الأشعث بن قيس الكوفي:
لأوردن خيلي الفراتا * شعث النواصي أو يقال ماتا ثم صاح الأشعث: أيها الناس من أراد الماء فليأتين ويسير معنا، فاجتمعت عليه