فان تعطني مصرا فاربح صفقة * اخذت بها شيخا يضر ويمنع ولما رأى جرير ما هم عليه انصرف فكتب معاوية إلى أهل المدينة ان عثمان قتل مظلوما وعلي آوي قتلته! فان دفعهم إلينا كففنا عن قتاله وجعلنا هذا الامر شورى بين المسلمين كما جعله عمر عند وفاته فانهضوا رحمكم الله معنا إلى حربه فأجابوه بكتاب فيه:
معاوي ان الحق أبلج واضح * وليس كما ربصت أنت ولا عمرو نصبت لنا اليوم ابن عفان خدعة * كما نصب الشيخان إذ زخرف الامر رميتم عليا بالذي لم يضره * وليس له في ذاك نهي ولا أمر وما ذنبه إذ نال عثمان معشر * أتوه من الاحياء تجمعهم مصر وكان على لازما قعر بيته * وهمته التسبيح والحمد والذكر فما أنتما لا در در أبيكما * وذكر كما الشورى وقد وضح الأمر وما أنتما والنصر منا وأنتما * طليق أسارى ما تبوح بها الخمر وجاء أبو مسلم الخولائي بكتاب من عنده إلى أمير المؤمنين (ع) يذكر فيه، وكان أنصحهم لله خليفة خليفة ثم الخليفة الثالث المقتول ظلما فكلهم حسدت وعلى كلهم بغيت عرفنا ذلك ثم نظرت الشرور وقولك الهجر وتنفسك الصعداء وإبطائك عن الخلفاء.
وفي ظل ذلك كله تقاد كما يقاد الجمل المغشوش ولم تكن لأحد منهم أشد حسدا منك لابن عمك وكان أحقهم ان لا تفعل ذلك لقرابته وفضله فقطعت رحمه وقبحت حسنه فأظهرت له العداوة وبطنت له بالغش والبت الناس عليه فقتل معك في المحلة وأنت تسمع الهايعة ولا ترد عنه بقول ولا فعل.
فلما وصل الخولاني وقرأه على الناس، قالوا: كلنا له قاتلون ولأفعاله منكرون فكان جواب أمير المؤمنين " ع ": وبعد فاني رأيت قد أكثرت في قتلة عثمان فادخل فيما المسلمون دخلوا فيه من بيعتي، ثم حاكم القوم إلي أحملكم على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم.