سبعة عشر ألف رجلا فحمل بهم حملة رجل واحد ونادى بأعلى صوته: من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فاعرفه بنفسي انا الأشعث بن قيس.
قال: فكأنه نادى انا ملك الموت، فتفرقوا من بين يديه وتطايروا للهرب فقتل منهم بعضا وانهزم الباقون، فأمر أمير المؤمنين (ع) أن لا يمنعوهم الماء وأمسكوا شهر محرم كله عن القتال.
فلما استهل شهر صفر أمر علي عليه السلام فنودي في أهل الشام بالأعذار والانذار ثم عين عسكره فجعل في ميمنته الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر، وعلى ميسرته محمد ابن الحنفية ومحمد بن أبي بكر وهاشم بن عتبة المرقال، وعلى القلب عبد الله بن العباس وعباس بن ربيعة بن الحرث والأشتر والأشعث، وعلى الجناحين سعد بن قيس الهمداني وعبد الله بن بديل بن ورقة الخزاعي ورفاعة بن شداد البجلي وعدي بن حاتم الطائي وعلى الكمين عمار بن ياسر وعمرو بن الحمق وعامر بن وائل الكناني وقبيصة بن جابر الأسدي.
وجعل معاوية على ميمنته ذا الكلاع الحميري وحوشب ذا الظليم، وعلى الميسرة عمرو بن العاص وحبيب بن سلمة، وعلى القلب الضحاك بن قيس الفهري وعبد الرحمن ابن خالد بن الوليد، وعلى الساقة بسر بن أرطاة الفهري، وعلى الجناح عبد الله بن مسعدة الفزاعي وهمام بن قبيصة النميري، وعلى الكمين أبو الأعور السلمي وحابس بن سعد الطائي قال: وبعث علي (ع) إلى معاوية: أن اخرج حتى أبارزك؟ فلم يفعل فزحف الفريقان والتقى الجمعان والناس على راياتهم.
قال ابن أبي الحديد باسناده: فخرج رجل من أهل العراق على فرس كميت غارقا في السلاح لا يرى منه إلا عيناه وبيده الرمح فجعل يضرب رؤوس أهل العراق بالقناة ويقول سووا صفوفكم رحمكم الله حتى إذا عدل الصفوف والرايات استقبلهم بوجهه وولى أهل الشام ظهره، ثم حمد الله وأثنى عليه وقال الحمد لله الذي جعل فينا ابن عم نبيه، أقدمهم هجرة وأولهم إسلاما، سيف من سيوف الله، صبه الله على أعدائه، فانظروا إذا حمى الوطيس وثار القتام وتكسر المران وجالت الخيل بالابطال فلا أسمع إلا الغمغمة أو