جالس إذ أتاه رجل طويل كأنه نخلة فسلم عليه فرد عليه السلام وقال له شبه الجن وكلامهم من أنت يا عبد الله؟ فقال انا الهام بن الهيم بن الأقيس بن إبليس (لعنه الله) فقال رسول الله (ص) ما بينك وبين إبليس إلا أبوان، فقال نعم يا رسول الله، فقال كم اتى لك؟ قال اكلت عمر الدنيا إلا أقله انا أيام قتل هابيل غلام افهم الكلام وانهى عن الاعتصام وأطرق الآجام وآمر بقطيعة الأرحام وافسد الطعام فقال له رسول الله (ص) بئس سيرة الشيخ المتأمل والغلام المقبل، فقال هام يا رسول الله اني تائب قال له على يدي من جرت توبتك من الأنبياء؟ قال على يد نوح وكنت معه في سفينته وأعنته على دعائه على قومه حتى بكى وأبكاني وقال لا جرم اني على ذلك من النادمين وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين، ثم كنت مع إبراهيم (ع) حين كاده قومه فألقوه في النار فجعلها عليه بردا وسلاما، ثم كنت مع يوسف (ع) حين حسده اخوته فألقوه في الجب فبادرته إلى قعر الجب فوضعته وضعا رفيقا ثم كنت معه في السجن أونسه فيه حتى أخرجه الله منه، ثم كنت مع موسى (ع) وعلمني سفرا من التوراة وقال إذا أدركت عيني فأقرأه مني السلام، ثم كنت مع عيسى (ع) وعلمني سفرا من الإنجيل وقال إذا أدركت محمدا فأقرئه مني السلام فقال النبي (ص) وعلى عيسى روح الله مني السلام وعليك يا هام بما بلغت السلام فأدفع إلينا حوائجك فقال حاجتي أن يبقيك الله آية لأمتك ويصلحهم لك ويرزقهم الاستقامة لوصيك من بعدك فان الأمم السالفة انما هلكوا بعصيان الأوصياء وحاجتي يا رسول الله أن تعلمني سورا من القرآن أصلي بها فقال يا علي علم هاما وارفق به فقال يا رسول الله من هذا الذي ضممتني إليه إنا معاشر الجن أمرنا ان لا نتكلم إلا مع نبي أو وصي نبي فقال له رسول الله (ص) يا هام من وجدتم في الكتاب وصي محمد قال في التوراة اليا، قال رسول الله (ص) هذا اليا هذا علي وصيي قال هام يا رسول الله فله اسم غير هذا؟ قال نعم حيدرة فلم تسألني عن ذلك قال انا وجدنا في كتاب الأنبياء ان في الإنجيل هيدار، قال هو حيدرة، قال فعلمه علي " ع " سورا من القرآن فقال هلم يا وصي محمد اكتفي بما علمتني من القرآن قال نعم يا هام قليل من القرآن كثير
(١٣٥)