وسمعت في الهواء دويا شديدا ثم نزلت نار من السماء صعق كل من رآها من الجن وخرت على وجهها وسقطت على وجهي فلما أفقت وإذا دخان يفور من الأرض فصاح بهم علي عليه السلام ارفعوا رؤوسكم فقد أهلك الله الظالمين ثم عاد إلى خطبته فقال يا معاشر الجن والشياطين والغيلان وبني شمراخ وآل نجاح وسكان الآجام والرمال والقفار اعلموا ان الأرض قد ملئت عدلا كما كانت مملوءة جورا هذا هو الحق فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون فقالوا آمنا بالله ورسوله ورسول رسوله فأخذ (ع) منهم البيعة وعلمهم أحكامهم، ورجعنا إلى المدينة فلما دخلنا المدينة قال النبي (ص) ماذا صنعت؟ قال أجابوا وقص عليه خبرهم فقال (ص): لا يزالون كذلك هايبين إلى يوم القيامة.
وأخذ البيعة على الجن بوادي العقيق بان لا يظهروا في رخاء منا وفي جوار المسلمين وقضى منه ومن رسول الله (ص) فشكت الجن مأكلهم فقال أو ليس قد أبحت لكم النثيل والعظم؟ فقالوا بلى يا أمير المؤمنين على أن لا يستجمر بها فقال لكم ذلك فقالوا يا أمير المؤمنين فان الشمس تضر بأطفالنا فأمر (ع) الشمس ان ترجع فرجعت وأخذ عليها العهد والميثاق أن لا تضر بأولاد المؤمنين من الجن والإنس.
(خبر آخر) في خرايج الراوندي: كان أمير المؤمنين " ع " قائما على المنبر إذ أقبلت حية من باب الفيل كأنها البختي العظيم فناداهم علي أفرجوا لها فان هذا رسول قوم من الجن ففرجوا لها فوضعت فمها قريبا من اذنه فأصغى لها سويعة ثم مضت فقال (ع) ان هذا رسول قوم من الجن اخبرني انه وقع بيني وبين بني عامر وغيرهم شر وقتال فبعثوه لآتيهم وأصلح بينهم فوعدته اني اتيهم الليلة، قالوا أتأذن لنا أن نخرج معك قال ما أكره ذلك فلما صلى بهم العشاء الآخر انطلق بهم حتى اتى ظهر الكوفة قبل الغري فخط حولهم خطة وقال إياكم أن تخرجوا من هذه الخطة فإنه إن يخرج منكم أحد من هذه الخطة يخطف فقعدوا في الخطة ينظرون وقد نصب له منبر فصعد عليه فخطب خطبة لم يسمع الأولون والآخرون مثلها ثم لم يبرح حتى أصلح ذات بينهم ورجع إلى أصحابه ودخلوا جميعا البلد.
(خبر الهام بن الهيم) في البصائر باسناده عن أبي عبد الله (ع) بينا رسول الله