فتية آمنوا بربهم وزادهم الله هدى وليس معنا اذن أن نرد السلام إلا على نبي أو وصي نبي فأنت وصي خاتم النبيين وأنت سيد الوصيين، ثم قال سمعتم يا أصحاب رسول الله قالوا: نعم يا أمير المؤمنين قال فخذوا مواضعكم وقروا في مجالسكم، قال فقعدنا في مجالسنا قال يا ريح احملينا فحملتنا فسرنا ما شاء الله إلى أن غربت الشمس ثم قال يا ريح ضعينا فإذا نحن في ارض كالزعفران ليس لها حسيس ولا أنيس نباتها القيصوم والشيح وليس فيها ماء فقلنا له يا أمير المؤمنين دنت الصلاة وليس عندنا ماء نتوضأ فقام وجاء إلى موضع من تلك الأرض ورفسه برجله فنبعت عين ماء عذب فقال " ع ": دونكم وما طلبتم ولولا طلبتكم لجاء جبرئيل بماء من الجنة قال فتوضأنا به وصلينا ووقف (ع) يصلي إلى أن انتصف الليل ثم قال خذوا مواضعكم ستدركون الصلاة مع رسول الله ثم قال يا ريح احملينا فإذا نحن في الهواء ثم سرنا ما شاء الله فإذا نحن بمسجد رسول الله وقد صلى من صلاة الغداة ركعة واحدة فقضينا ما كان قد سبقنا بها رسول الله ثم التفت إلي وقال لي تحدثني أم أحدثك بما وقع من المشاهدة التي شاهدتها أنت؟ قلت بل من فمك أحلى يا رسول الله، قال فابتدأ بالحديث من أوله إلى آخره كأنه كان معنا ثم قال يا أنس تشهد لابن عمي بها إذا استشهدك قلت نعم يا رسول الله، قال أنس فلما اوتى أبو بكر الخلافة بالقهر والعدوان أتى علي إلي وكنت حاضرا عند أبي بكر والناس حوله فقال يا أنس ألست تشهد لي بفضيلة البساط ويوم العين فقلت له يا علي قد نسيت لكبري فعند ذلك قال لي يا أنس: إن كنت تكتمها مداهنة بعد وصية رسول الله لك فرماك ببياض في وجهك ولظى في جوفك وعمى في عينيك فما قمت من مكاني حتى برصت وعميت وأنا الآن لا أقدر على الصيام في شهر رمضان ولا غيره لأن الماء والزاد لا يبقيان في جوفي. ولم يزل على ذلك حتى مات بالبصرة.
(خبر طغيان الفرات):
روى: ان مولانا أمير المؤمنين كان جالسا في جامع الكوفة إذ أتاه جماعة من أهل الكوفة فشكوا إليه زيادة الفرات وطغيان الماء، فنهض (ع) وقصد الفرات