حتى وقف بموضع يقال له باب المروحة وأخذ القضيب بيده اليمنى ثم حرك شفتيه بكلام لا نعلمه وضرب بالقضيب الماء ضربة فهبط نصف ذراع فقال لهم يكفي هذا فقالوا: لا يا أمير المؤمنين، ثم ضرب ثانية فهبط نصف ذراع آخر فقال (ع) يكفي قالوا: لا يا أمير المؤمنين فقال شيئا بكلام لا يعرف وضربه ثالثة فهبط نصف ذراع آخر، فقال: يكفي فقالوا: نعم يا أمير المؤمنين، فقال والذي فلق الحبة وبرئ النسمة لو شئت لبينت لكم الحيتان في قراره.
(خبر آخر): في البحار بسند طويل عن سعد الأبقع الأسدي من خواص علي عليه السلام قال كنت مع أمير المؤمنين (ع) في النصف من شعبان وهو يريد موضعا له كان يأوي فيه بالليل وانا معه حتى أتي الموضع ونزل عن بغلته ورفعت عن اذنيها وجذبتني فحس بذلك أمير المؤمنين فقال ما وراءك؟ فقلت فداك أبي وأمي أرى البغلة تنظر شيئا وقد شخصت إليه ولا أدري ماذا دهاها فنظر أمير المؤمنين عليه السلام إلى سواد فقال سبع. ثم قام من محرابه متقلدا سيفه فجعل يخطو والأسد مقبل فصاح به أمير المؤمنين: قف فوقف فعندها استقرت البغلة فقال عليه السلام: يا ليث أما علمت اني الليث وانا الضرغام والقسور والحيدر، ثم قال ما جاء بك أيها الليث؟ ثم قال اللهم انطق لسانه، فقال السبع: يا أمير المؤمنين ويا خير الوصيين ويا وارث علم النبيين ما افترست منذ سبع شيئا وقد أضر بي الجوع ورأيتكم من مسافة فرسخين فدنوت منكم وقلت انظر ما هؤلاء فعسى أن تكون لي فيهم فريسة، ثم قال عليه السلام يا ليث أما علمت اني علي أبو الأشبال أحد عشر براثني أمثل من مخالبك ثم امتد السبع بين يديه وجعل يمسح على هامته ويقول ما جاء بك يا ليث أنت كلب الله في أرضه قال يا أمير المؤمنين الجوع الجوع فقال (ع): اللهم انه يرزق بقدر محمد وأهل بيته قال فالتفت وإذا بالأسد يأكل شيئا كهيئة الجمل حتى أتى عليه ثم قال والله يا أمير المؤمنين ما نأكل نحن معاشر السباع رجلا يحبك ويحب ذريتك، فقال له أمير المؤمنين (ع): أين تأوي وأين تكون؟ فقال اني مسلط على كلاب أهل الشام وكذلك أهل بيتي فقال أمير المؤمنين عليه السلام: فما جاء بك إلى الكوفة؟ فقال