انها خادمة وليس أمر فاردد إليها درهمها وخذ التمر فقام إليه الرجل فلكزه، فقال له الناس هذا أمير المؤمنين، فربا الرجل واصفر واخذ التمر من الجارية ورد إليها درهمها ثم قال يا أمير المؤمنين ارض عني فقال ما أرضاني عنك ان أصلحت أمرك، وفي فضائل أحمد بن حنبل: إذا وفيت الناس حقوقهم. وفيه انه " ع " دعا غلاما له مرارا فلم يجبه فخرج فوجده على باب البيت فقال " ع ": ما حملك على ترك إجابتي؟ قال كسلت عن إجابتك وأمنت عقوبتك، فقال الحمد لله الذي جعلني ممن تأمنه خلقه امض فأنت حر لوجه الله.
وفيه: كان عليه السلام في صلاة الصبح فقال ابن الكوى من خلفه: (ولقد أوحي إليك والى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين) فأنصت علي (ع) تعظيما للقرآن حتى فرغ من الآية، ثم عاد في قرائته، ثم أعاد ابن الكوى الآية فأنصت علي أيضا، ثم عاد في قراءته، فأعاد ابن الكوى فأنصت علي عليه السلام ثم قال: (فاصبر ان وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يؤمنون).
وفيه: مرت امرأة جميلة فرمقها القوم بأبصارهم فقال أمير المؤمنين (ع) ان أبصار هذه الفحول طوامح وان ذلك سبب هبابها فإذا نظر أحدكم إلى امرأة تعجبه فليلمس أهله فإنما هي امرأة كامرأته، فقال رجل من الخوارج قاتله الله كافرا ما أفقهه فوثب القوم ليقتلوه فقال (ع): رويدا انما هو سب بسب أو عفو عن ذنب ومن شفقته - انه نظر إلى امرأة على كتفها قربة ماء فأخذ منها القربة فحملها إلى موضعها وسألها عن حالها فقالت بعث علي بن أبي طالب صاحبي إلى بعض الثغور فقتل وترك علي صبيانا يتامى وليس عندي شئ وقد ألجأتني الضرورة إلى خدمة الناس فانصرف عليه السلام وبات ليلته قلقا فلما أصبح حمل زنبيلا فيه طعام فقال بعضهم اعطني أحمله عنك فقال (ع) من يحمل عني وزري يوم القيامة، فأبى وقرع باب المرأة، فقالت المرأة من هذا؟ قال انا ذلك العبد الذي حمل معك القربة فافتحي الباب فأن معي شيئا للصبيان فقالت رضي الله عنك وحكم بيني وبين علي بن أبي طالب فدخل وقال اني أحببت اكتساب الثواب فاختاري بين ان تعجني وتخبزي وبين أن