بينهم الخصام الطويل وكثر القال والقيل فمر عليهم علي (ع) فقال لهم: ما بالكم يشاجر بعضكم بعضا فقالوا يا أبا الحسن هذه سبعة عشر جملا وقد تشاجرنا على قسمتها ويريد كل منا ما يريده الآخر بحيث لا ينقص وقد اختار كل منا فيها، فقال لأحدهم كم لك؟ قال النصف، ثم قال للثاني كم لك؟ قال الثلث ثم قال للثالث كم لك فيها؟ قال التسع فقال (ع): أترضون أن أقسمها لكم وأضيف جملي هذا إلى جمالكم هذه قالوا: رضينا قال (ع) للأول: أليس لك النصف وهو ثمانية جمال ونصف جمل قال بلى فقال إذا دفعت إليك ما يزيد على سهمك من غير كدر أفترضى قال نعم، فدفع إليه تسعة ثم قال للثاني: أليس لك الثلث وهو ستة جمال إلا ثلث جمل قال بلى فقال (ع): إذا دفعت إليك ما يزيد على سهمك أفترضى قال نعم، ثم قال للثالث: أليس لك التسع وهو جملان إلا تسع جمل قال بلى فقال إذا دفعت إليك ما يزيد على سهمك من غير كسر أفترضى قال نعم فدفع إليه جملين وانصرف فركب عليه السلام جمله ومضى.
(خبر اليتيمة): في تهذيب الحديث في عهد عمر كانت يتيمة عند رجل وكان للرجل امرأة وكان الرجل كثيرا ما يغيب عن أهله فشبت اليتيمة وكانت جميلة فتخوفت المرأة أن يتزوجها زوجها إذا رجع إلى منزله فدعت بنسوة من جيرانها فأمسكتها ثم افتضتها بإصبعها فلما قدم زوجها سأل المرأة عن اليتيمة فرمتها بالفاحشة وأقامت البينة من جيرانها على ذلك فأتوا عليا عليه أفضل الصلاة والسلام وقصوا عليه القصة فقال (ع) لامرأة الرجل ألك بينة؟ قالت نعم هؤلاء جيراني يشهدون عليها بما أقول فأخرج على السيف من غمده وطرحه بين يديه ثم أمر بكل واحدة من الشهود فدخلت بيتا ثم عاد بامرأة الرجل فأدارها بكل وجه فأبت أن تزول عن قولها فأدخلت بيتا ثم دعى بإحدى الشهود وجثى على ركبتيه وقال لها أتعرفيني أنا علي بن أبي طالب وهذا سيفي وقالت امرأة الرجل ما قالت ورجعت إلى الحق وأعطيتها الأمان فأصدقيني وإلا ملأت سيفي منك فالتفتت المرأة إلى علي (ع) فقالت يا أمير المؤمنين الأمان على الصدق فقال لها علي فأصدقيني فقالت: لا والله ما زنت اليتيمة ولكن امرأة الرجل لما رأت حسنها وجمالها وهيأتها خافت فساد زوجها فسقتها المسكر فأمسكناها فافتضتها بإصبعها. فقال