حربه بالتظاهر لطلب دمه وعقول هؤلاء القوم عقول ضعيفة وأحلامهم أحلام سخيفة فلذلك ينقادون من الشبهة إلى ما ذكرناه.
ومما تعلق القوم به أيضا في قرف علي (ع) بدم عثمان بعد الذي ذكرناه وعددنا مقامه بالمدينة منذ حصر وقول أسامة بن زيد مشيرا عليه بالخروج عنها على ما رواه حذيفة القرشي عن رجاله قال قال أسامة ابن زيد لعلي لأنت والله يا أبا الحسن أعز علي من سمعي وبصري فأطعني واخرج إلى أرضك بينبع فإن قتل عثمان وأنت شاهد طلبك الناس بدمه وإن لم تشهد لم تعدك بك الناس أحدا، فقال ابن عباس لأسامة يا أبا محمد أتطلب أثرا بعد عين أبعد ثلاثة من قريش وروى يوسف بن دينار عن عبد الملك بن عمير اللخمي عن أبي ليلى قال سألني عبد الملك بن مروان حين قدم الكوفة عن قتل عثمان فأخبرته فقال أين كان علي يومئذ فقلت بالمقاعد يأمر فيطاع، وينهى فيطاع ولقد رأيته عند أحجار الزيت مختبيا بسيفه ومناد ينادي آمن الله هذا الناس كلهم إلا الشقي (نعثلا) فقال عبد الملك هل سمعت عليا يقول شيئا؟
فقال لا، وروى النخعي عن علقمة بن قيس قال أرسلت أم حبيبة بنت أبي سفيان إلى علي وهو قاعد في المسجد: إن أمن لي خاصتي ومن في الدار من أهلي، فقال الناس كلهم آمنون إلا الشقي ابن أبي العاص وروى خالد الحذاء عن رجل من بني شيبان قال رأيت عليا يوم قتل عثمان يخطب الناس على المنبر وعليه السلاح فجعلت العثمانية هذه الأشياء شبها لها فيما قذفت به أمير المؤمنين (ع) من دم عثمان واحتجت أيضا في ذلك بما صنعه علي (ع) عند قتل عثمان من أخذ نجائبه وأدراعه وأورد في ذلك قول الوليد بن عقبة يخاطب بني هاشم ويعاتبهم عند قتل عثمان (1):