جرت بينهما أنا أبسط منك لسانا وأحد سنانا قال عليه السلام اسكت يا فاسق فأنزل الله تعالى هذه الآية: (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون (1) وبعد فلو كانت الأدراع والنجائب التي قبضها أمير المؤمنين (ع) بعد قتل عثمان ملكا له، لكان أولاده وأزواجه أحق بها من الوليد وكان ارتباط علي (ع) ليوصلها إلى ورثته أولى من تسليمها للوليد وأمثاله من بني أمية الذين ليس لهم من تركة عثمان نصيب على حال فكيف وقد ذكر الناس في هذه الأدراع والنجائب إنها من الفيئ الذي يستحقه المسلمون فغلب عليها عثمان واصطفاها لنفسه فلما بايع الناس عليا انتزعها (ع) من موضعها ليجعلها في مستحقيها فما في ذلك من تهمة بقتل عثمان لولا العمى والخذلان. وأما شعر حسان ابن ثابت وما تضمنه من التعريض على أمير المؤمنين (ع):
وليت شعري فليت الطير تخبرني * ما كان بين علي وابن عفانا ليسمعن وشيكا في ديارهم * الله أكبر يا ثارات عثمانا فهو لعمري قذف بدم عثمان فلم يكن قوله حجة لنصغي إليه ولا كان عدلا فتقبل شهادته وقد نص التنزيل على رد شهادته فقال الله عزل وجل: (والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا منهم شهادة أبدا أولئك هم الفاسقون) ولا خلاف أن حسان كان ممن قذف عائشة وجلده النبي صلى الله عليه وآله على قذفه وإذا كان القرآن حاصرا على المسلمين قبول شهادة الفاسقين فوجب رد شهادة حسان وأن لا يقبل منه على حال مع أنه لا خلاف بين أهل العراق من أن القاذف مردود الشهادة وإن تاب فعلى قول