بتقوى الله والاعتصام بحبله والله ولي لنا ولكم.
فشق كثيرا على طلحة والزبير عند سماع هذا القول من أم سلمة ثم أنفذت أم سلمة إلى عائشة فقالت لها وقد وعظتك فلم تتعظي وقد كنت أعرف رأيك في عثمان وإنه لو طلب منك شربة ماء لمنعتيه ثم أنت اليوم تقولين إنه قتل مظلوما وتريدين أن تثيري لقتال أولى الناس بهذا الأمر قديما وحديثا فاتق الله حق تقاته ولا تعرضي لسخطه فأرسلت إليها عائشة أما ما كنت تعرفيه من رأيي في عثمان فقد كان ولا أجد مخرجا منه إلا الطلب بدمه وأما علي فإني آمره برد هذا الأمر شورى بين الناس فإن فعل وإلا ضربت وجهه بالسيف حتى يقضي الله ما هو قاض فأنفذت إليها أم سلمة أما أنا فغير واعظة لك من بعد ولا مكلمة لك جهدي وطاقتي والله إني لخائفة عليك البوار ثم النار والله ليخيبن ظنك ولينصرن الله ابن أبي طالب على من بغى وستعرفين عاقبة ما أقول والسلام علي يجاهد الناكثين:
فصل: ولما اجتمع القوم على ما ذكرناه من شقاق أمير المؤمنين والتأهب للمسير إلى البصرة واتصل الخبر إليه وجاءه كتاب يخبره بخبر القوم دعا ابن عباس ومحمد بن أبي بكر وعمار بن ياسر وسهل بن حنيف وأخبرهم بذلك وبما عليه القوم من المسير فقال محمد بن أبي بكر ما يريدون يا أمير المؤمنين؟ فتبسم عليه السلام وقال يطلبون بدم عثمان فقال محمد والله ما قتله غيرهم ثم قال علي أشيروا علي بما أسمع منكم القول فيه فقال عمار الرأي أن نسير إلى الكوفة فإن أهلها لنا شيعة وقد انطلق هؤلاء القوم إلى البصرة وقال ابن عباس الرأي عندي يا أمير المؤمنين أن نقدم رجالا إلى الكوفة فيبايعوا لك وتكتب إلى الأشعري أن يبايع لك ثم بعده المسير حتى نلحق بالكوفة فنعاجل القوم قبل أن يدخلوا