لأصحابه، فقال مما قال: «أتانا خبر فظيع قتل مسلم بن عقيل وهاني بن عروة وعبد الله بن يقطر وقد خذلتنا شيعتنا» الخ (1).
أما الطبري في التاريخ، والأربلي في كشف الغمة، فإنهما ذكرا أن الذي أرسله الحسين (عليه السلام) في جواب كتاب مسلم هو قيس بن مسهر الصيداوي، فقبض عليه الحصين بن نمير التميمي بالقادسية وبعثه إلى عبيد الله بن زياد، فسأله ابن زياد عن الكتاب فقال: خرقته.
قال: ولم؟
قال: لئلا تعلم ما فيه.
قال: إلى من؟
قال: إلى قوم لا أعرف أسماءهم.
قال: إن لم تخبرني فاصعد المنبر وسب الكذاب ابن الكذاب، يعني به الحسين (عليه السلام).
فصعد المنبر فقال: أيها الناس إن الحسين بن علي (عليه السلام) خير خلق الله وابن فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وأنا رسوله إليكم وقد فارقته بالحاجر من بطن الرمة فأجيبوه، ثم لعن عبيد الله بن زياد ولعن يزيد بن معاوية وأباه، وصلى على أمير المؤمنين (عليه السلام).
فأمر ابن زياد فأصعد القصر ورمي به من أعلاه فتقطع فمات (رضي الله عنه) (2).
أما عبد الله بن يقطر فيقولان (الطبري والأربلي): فقد بعثه الحسين (عليه السلام) مع مسلم بن عقيل (رضي الله عنه) فلما أن رأى مسلم الخذلان من أهل الكوفة قبل أن يتم عليه ما تم، بعث عبد الله بن يقطر إلى الحسين (عليه السلام) يخبره بالأمر الذي انتهى، فقبض عليه الحصين بن نمير التميمي وجرى عليه ما ذكرنا (3).