إمتاع الأسماع - المقريزي - ج ١٤ - الصفحة ٣١٧
أول من ابتدع النسي (1) ذكر محمد بن إسحاق أن العرب كانوا إذا فرغوا من حجهم اجتمعوا إلى القلمس (2)، فأحل لهم من الشهور، وحرم، فأحلوا ما أحل، وحرموا ما حرم ، وكان إذا أراد أن ينسئ منها شيئا أحل المحرم فأحلوه، وحرم مكانه صفرا فحرموه، ليواطئوا عدة الأربعة (الأشهر الحرم) (3)، فإذا أرادوا الهدي اجتمعوا إليه، فقال: اللهم إني لا أحاب (4) ولا أعاب (5) في أمري، والأمر لما قضيت، اللهم إني قد حللت، وما المحلين من طئ، وجعلتم فأمسكوهم حيث ثفقتموهم، اللهم إني قد أحللت، أحد الصفرين، الصفر الأول، ونسأت الآخر من العام المقبل وإنما أحل دم حلى، وخثعم، من أجل أنهم كانوا يعدون على الناس في الشهر الحرام من بين العرب، فلذلك أحل دماءهم، وكانوا يحجون في ذي القعدة عامين، يحجون في ذي القعدة، ثم يحجون كل العام، والآخر

(1) هذا العنوان ليس في (الأصل) ولكنه من (ابن هشام).
(2) قال ابن إسحاق: كان أول من نسأ الشهور على العرب، فأحلت منها ما أحل، وحرمت منها ما حرم القلمس (وسمى القلمس لجوده! إذ أنه من أسماء البحر)، وهو حذيفة بن عبد فقيم بن عدي بن عامر بن ثعلبة بن الحارث بن مالك بن كنانة بن خزيمة، ثم قام بعده على ذلك ابنه عباد بن حذيفة، ثم قام بعد عباد: قلع بن عباد، ثم قام بعد قلع: أمية بن قلع، ثم قام بعد أمية: عوف بن أمية، ثم قام بعد عوف: أبو ثمامة، جنادة بن عوف، وكان آخرهم، وعليه قام الإسلام. (سيرة ابن هشام): 1 / 161 - 162، أول من ابتدع النسئ.
وجد السهيلي خبرا عن إسلام أبي تمامة، فقد حضر الحج في زمن عمر - رضي الله تبارك وتعالى عنه - فرأى الناس يزدحمون على الحج فنادى: أيها الناس، إني قد أجرته منكم، فخفقه عمر بالدرة وقال: ويحك ! إن الله تعالى أبطل أمر الجاهلية. (هامش المرجع السابق).
(3) زيادة للسياق من (ابن هشام).
(4) من الحوب وهو الإثم. (لسان العرب): 1 / 340.
(5) من العيب. وهو معروف.
(٣١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 312 313 314 315 316 317 318 319 320 321 322 ... » »»
الفهرست