في آخر يوم من ذي الحجة فقال: ألا ما تتركوا في جزيرة العرب دينين، انبذوا إلى كل ذي دين خالف الإسلام أن يخرجوا من جزيرة العرب: ألا لعن الله الذين يتخذون قبور أنبيائهم مساجد، ويتخذون آبارهن معاطن، إن أهل الكتاب خالفوا أنبيائهم واتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، وآبارهم معاطن فلا تضلوا عن سنتي به.
ذكر نعي النبي صلى الله عليه وسلم وإنذاره بذلك قبل موته عليه السلام اعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أنزل الله تعالى عليه ﴿إذا جاء نصر الله والفتح﴾ (1) كانت علامة لاقتراب، أجله وعارضه جبريل عليه الصلاة والسلام بالقرآن في ذلك العام مرتين فكانت علامة أخرى لأجله وخيره الله تعالى بين الدنيا والآخرة، فاختار الآخرة، فكانت علامة أخرى لآخر أجله، إلى غير ذلك.
فأما نزول (إذا جاء نصر الله والفتح) فخرج البخاري في غزوة الفتح (2) من طريق موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: كان عمر