ذكر مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته عليه السلام ابتدأ به صلى الله عليه وسلم صداع في أواخر صفر سنة إحدى عشرة من الهجرة. وقال الواقدي: وحدثني أبو معمر عن محمد بن قيس قال: اشتكي صلى الله عليه وسلم يوم الأربعاء لإحدى عشرة ليلة بقيت من صفر سنة إحدى عشرة في بيت زينب بنت جحش - رضي الله تبارك وتعالى عنها - شكوى شديدة حتى قيل هو مجنوب يعني ذات الجنب واجتمع إليه نساؤه كلهن، اشتكي ثلاثة عشرة وتوفي صلى الله عليه وسلم في يوم الاثنين لليلتين مضيتا من ربيع الأول سنة إحدى عشرة.
قالوا: بدئ يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من صفر، وتوفي صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين لاثنتي عشرة مضت من ربيع الأول وهو الثبت عندنا.
وحدثني معمر عن الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن قال: بدئ رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت ميمونة زوجته - رضي الله تبارك وتعالى عنها - وخرج البخاري من حديث يحيى بن أبي زكرياء، أخبرنا سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد قال: سمعت القاسم بن محمد قال: قالت عائشة - رضي الله تبارك وتعالى عنها - وا رأساه.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذلك لو كان وأنا حي فأستغفر لك وأدعو لك، فقالت عائشة - رضي الله تبارك وتعالى عنها - وا ثكلياه، والله إني لأظنك تحب موتي، ولو كان ذلك لظللت آخر يومك معرسا ببعض أزواجك! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بل أنا وا رأساه، لقد همت أو أردت أن أرسل إلى أبي بكر - رضي الله تبارك وتعالى عنه - وابنه فأعهد أن يقول القائلون، أو يتمنى المتمنون ثم قلت: يأبى الله ويدفع المؤمنون، أو يدفع الله ويأبى المؤمنون. ذكره في كتاب المرضى (1)