ثمامة؟ فقال: أبو أمامة، فقال: يا أبا أمامة، فقال ماكني رجل رجلا إلا كان منه في ذمة، قال: وكيف؟ قال: إنها ملاطفة، قال: إذا أنسى في عمري بيدهم فقال: أقتلك! أحب من يد، أم سليم، أو أعتقك وتسلم؟ أو أفاديك وتسلم؟ فقال تقتل تقتل ذا دم، وإن بعتني أن تفاديني عظيما، فأما أن أسلم قرأ فوالله لا أسلم أبدا! فقال: إني قد أعتقتك، قال: فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، فأقر، ثم مضى، فقضى حجته، ثم كتب إلى أهل مكة - وهم يومئذ مشركون حاربوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت مادة أهل مكة في بعض الحالات من اليمامة - أنه فقال: والله الذي لا إله إلا هو، لا تمروا أبدا من قبل اليمامة حتى تؤمنوا بالله ورسوله فأضر ذلك بأهل مكة، فكتبوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشكون إليه فكتب لهم إلى أبي أمامة: أن لا تقطع عنهم موادتهم التي كانت تأتيهم من قبلك، فجعل ذلك أبو أمامة وخلي عنهم، وثبت على إسلامه وكان خير ما كان حين تغير الناس وأقام على إسلامه وقاتل أهل الردة.
وقال سيف عن طلحة بن الأعلم عن رجل من بني الحارث بن نيار عن أبيه وكان مع ثمامة بن أثال وبدى إسلامه، أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بعث العلاء بن المنذر إلى أهل البحرين داعية استجاب له المنذر ودخل في الإسلام ورجع العلاء فمر بجنبات اليمامة فأخذه ثمامة، فلما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم أخبره فقال: اللهم اهد عامرا وأمكن بن عامر، فخرج حاجا فتحير حين دنا من المدينة وقد خرج إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيما كان يخرج إليه وكان سمع بالذي كان من ثمامة وبدعاء النبي صلى الله عليه وسلم، فسأل أحدهما صاحبه، فأخذه العباس فأدخله المدينة فأتي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: قد أمكن الله منك يا ثمامة وحبسه، ثم عرضه فقال: ما أصنع بك يا ثمامة؟ أفديك أو أقتلك؟ أو أطلقك؟ ومع واحدة منهن أو تسلم! فقال: إن تفاد تفاد عظيما، وإن تقتل تقتل عظيما ذا الذنب، وإن تطلق تطلق عظيما شاكرا. قال: أسلم، قال: أما دمت في يدك فلا، فمن عليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم على حجك. فأتى أهل مكة، فلما قضى نسكه قال: يا معشر قريش إنكم تكذبون محمدا، وتقاتلونه،