اليهود وعادته، وحمله من كان منهم بالمدينة وخيبر، إنما هم قريظة، والنضير، وبنو القينقاع، وهذيل، إلا أن في الأوس والخزرج من تهود وكان من نسائهم من ستنذر إذا ولدت إن عاش ولدها أن تهوده لأن اليهود كانوا عندهم أهل علم وكتاب في هؤلاء الأبناء الذين تهودوا، ونزلت فيهم: ﴿لا إكراه في الدين﴾ (1) حين أراد آباؤهم إكراههم على الإسلام.
قال ابن إسحاق (2): ونصبت عند ذلك أحبار يهود لرسول الله صلى الله عليه وسلم العداوة بغيا، وحسدا، وضغنا، لما خص الله تعالى (3) العرب من أخذه رسوله صلى الله عليه وسلم منهم وانضاف إليهم من رجال من الأوس والخزرج ممن كان عسى (4) على جاهليته، فكانوا أهل نفاق على دين آبائهم من الشرك والتكذيب بالبعث، إلا أن الإسلام قهرهم بظهوره واجتماع قومهم عليه، فظهروا بالإسلام، واتخذوا جنة من القتل، ونافقوا في السر، وكان هواهم مع يهود لتكذيبهم النبي صلى الله عليه وسلم وجحودهم الإسلام، وكانت أحبار يهود هم الذين يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم (3) ويتعنتونه، ويأتونه باللبس ليلبسوا الحق بالباطل، فكان القرآن ينزل فيهم فيما يسألون عنه، إلا قيلا من المسائل في الحلال والحرام، وكان المسلمون يسألون عنها.
فمن بني النضير حيي بن أخطب وأخوه وأبو ياسر بن أخطب وجدي بن أخطب، وفيهم وفي نظرائهم، نزل قوله تعالى: (إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا