إمتاع الأسماع - المقريزي - ج ١٤ - الصفحة ٢٨٠
وأما ائتدامه بالخل فخرج ابن حبان من حديث ياسين بن معاذ، وعن عطاء، عن ابن عباس - رضي الله تبارك وتعالى عنه - قال: كان أحب الصباغ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخل.
وللترمذي من حديث أبي بكر بن عياش، عن أبي حمزة الثمالي، عن الشعبي، عن أم هاني بنت أبي طالب قالت: دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
هل عندكم شئ؟ فقلت: لا، إلا اكسر يابسة وخل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
قربيه فما أقفر بيت من أدم فيه خل. قال هذا حديث حسن غريب من حديث أم هانئ، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وأبو حمزة الثمالي اسمه ثابت بن أبي صفية، وأم هانئ ماتت بعد على - رضي الله تبارك وتعالى عنه - بزمان (1) ولمسلم من حديث أبي عوانه، عن أبي بشر، عن أبي سفيان، عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل أهله الأدم فقالوا: ما عندنا إلا خل، فدعا به، فجعل يأكل، به ويقول: نعم الأدم الخل، نعم الأدم الخل (2).

(١) (سنن الترمذي): ٤ / ٢٤٦، كتاب الأطمعة، باب (٢٥) ما جاء في الخل، حديث رقم (١٨٤١). ثم قال: وسألت محمدا عن هذا الحديث فقال: لا أعرف للشعبي سماعا من أم هاني، فقلت: أبو حمزة كيف هو عندك؟ فقال: أحمد بن حنبل تكلم فيه وهو عندي مقارب الحديث.
وحديث (١٤٨٢) عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: نعم الإدام الخل. قال أبو عيسى: وهذا أصح من حديث مبارك بن سعيد (٢) (مسلم بشرح النووي): ١٣ / ٢٤٩ - ٢٥٠، كتاب الأشربة، باب (٣٠) فضيلة الخل والتأدم به، حديث رقم (١٦٦). وفي الحديث فضيلة الخل وأنه يسمى أدما، وأنه أدم فأضل جيد. قال أهل اللغة: الإدام بكسر الهمزة ما يؤتدم به. يقال: أدم الخبز يأدمه بكسر الدال، وجمع الأدام أدم بضم الهمزة والدال، كإهاب وأهب، وكتاب وكتب.
وفيه النهي عن التأنق في الشهوات، فإنها مفسدة للدين، سقمة للبدن، هذا كلام الخطابي ومن تابعه.
والصواب الذي ينبغي أن يجزم به أنه مدح للخل نفسه، وأما الاقتصار في المطعم وترك الشهوات فمعلوم من قواعد أخر. والله تعالى أعلم.
وأخرجه أبو داود في كتاب الأطعمة، باب (٤٠) في الخل، حديث رقم (٣٨٢٠)، (٣٨٢١). معنى هذا الكلام: الاقتصاد في المأكل ومنع النفس عن ملاذ الأطعمة، كأنه يقول: ائتدموا بالخل، وما كان في معناه مما تخف مؤنته ولا يعز وجوده. (معالم السنن).
وأخرجه الترمذي في كتاب الأطعمة، باب (٣٥) ما جاء في الخل، حديث رقم (١٨٣٩) وقال: وفي الباب عن عائشة وأم هانئ، ثم قال: حدثنا عبدة بن عبد الله الخزاعي البصري، حدثنا معاوية بن هشام عن سفيان عن محارب بن دثار عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: نعم الإدام الخل، قال أبو عيسى هذا أصح من حديث مبارك بن سعيد (الحديث رقم (١٨٣٩)).
وحديث رقم (١٨٤٠) وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، لا نعرفه من حديث هشام بن عروة إلا من حديث سليمان بن بلال.
وأخرجه ابن ماجة في كتاب الإيمان، باب (21) إذا حلف أن لا يأتدم فأكل خبزا بخل، حديث رقم (3805).
وأخرجه ابن ماجة في كتاب الأطعمة، باب (33) الائتدام بالخل، حديث رقم (3316)، (3317)، (3318) وفيه: " نعم الإدام الخل، اللهم بارك في الخل فإنه كان إدام الأنبياء قبلي، ولم يفتقر بيت فيه خل.
(٢٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 ... » »»
الفهرست