وأما ردة الأشعث بن قيس بن معدي كرب ابن معاوية بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع بن معاوية بن كندة بن غفير بن الحارث بن مرة بن أزد بن زيد يستحث بني عدي بن مهد بن كهلان بن سبأ بن يعرب بن قحطان الكندي، فإنه كان مطاعا في الجاهلية يقوم بأمر كندة، فارتد فيمن ارتد وخرج في بني الحارث ابن معاوية إلى المحاجر ونزل محجرا وقد طابقت معاوية كلها على منع الصدقة وأجمعوا على الردة إلا قليلا، فجمع بني الحارث بن معاوية، وبني عمرو بن معاوية، ومن أطاعه من السكاسك وغيرهم فانضم المهاجر بن أبي أمية إلى زياد بن لبيد، فكانت وقعة بينهم وبين كندة، وعليهم الأشعث بمحجر الزرقان، فانهزمت كندة إلى الجحيم فقدم عكرمة بن أبي جهل على المهاجر وزياد، وحصروا المير وقطعوا المواد عنه، ثم اقتتلوا حتى كثرت القتلى، فخرج الأشعث إلى عكرمة بأمان فأرسله المهاجر إلى أبي بكر - رضي الله تبارك وتعالى عنه - فعفا عنه.
وأما الحكم بن ضبيعة أخو بني قيس بن ثعلبة فإنه خرج لما مات النبي صلى الله عليه وسلم في من اتبعه من بكر بن وائل فاجتمع إليه من عير المرتدين ممن لم يزل مشركا حتى نزل القطيف وهجر واستغووا الخط ومن بها من الزط والسبابجة وبعث بعثا إلى دارين وبعث إلى جواثا فحصر المسلمين فاشتد الحصر على من بها، فقال عبد الله بن حذف وقد قتلهم الجوع:
ألا أبلغ أبا بكر رسولا وفتيان المدينة أجمعينا فهل لكم إلى قوم كرام تعود في جواثا محصرينا كأن دماؤهم في كل فج شعاع الشمس يغشي الناظرينا توكلنا على الرحمن إنا وجدنا النصر للمتوكلينا