وأما إنذار رسول الله صلى الله عليه وسلم بارتداد قوم ممن آمن عن إيمانهم فكان كما أنذر وارتدت العرب بعد وفاته صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى ﴿وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين﴾ (1) وهذه الآية يعرض الله فيها بارتداد من ارتد وانقلابهم على أعقابهم. بعد موت الرسول صلى الله عليه وسلم وفيها معنى قوله صلى الله عليه وسلم لا ترجعوا بعدي كفارا بضرب بعضكم رقاب بعض (2). وعن علي - رضي الله تبارك وتعالى عنه - أنه قال المراد بالشاكرين: أبا بكر - رضي الله تبارك وتعالى عنه - وأصحابه، وعنه أيضا: أبو بكر أمين الشاكرين وأمير من أحب الله.
وعنه: السن أن أبا بكر كان والله إمام الشاكرين، هو والله إمام الذين قاتلوا المرتدين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم) (3).
قال الحسن علم الله قوما يرجعون عن الإسلام بعد نبيهم فأخبرهم أنه سيأتي بقوم يحبهم ويحبونه. فقوله: (من يرتد) جملة شرطية مستقبلية وهي إخبار عن الغيب وقع الخبر على وقعه فيكون معجزا لأنه من الكائنات التي أخبر عنها القرآن قبل كونها.
وقال الضحاك عن ابن عباس - رضي الله تبارك وتعالي عنه - في قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه) قال: حصت وعمت