قال: وحق له، فقام إليه عمر بالدرة فضربه بها (2) قال الدولابي: لما قتل أهل الردة فسارعوا إلى الدخول في الإسلام فخيرهم أبو بكر - رضي الله تبارك وتعالى عنه - بين خطة مخزية أو حرب مجلية، فاختاروا المخزية، وهي أن يشهدوا على قتلاهم أنهم في النار، وقتلى المسلمين في الجنة. وما أصابوا من أموال المسلمين ردوه وما أصاب المسلمون لم يردوه، وأن يدوا قتلى المسلمين ولا يدوا قتلاهم وأن يأخذ منهم الحلقة والكراع، فلما ولي عمر ابن الخطاب - رضي الله تبارك وتعالى عنه - قال: أنه لقبيح بالعرب أن يملك بعضهم بعضا وقد وسع الله واستشار في سبايا العرب في الجاهلية وفي الإسلام أيام الردة إلا امرأة ولدت وجعل فداء كل إنسان سبعة أبعرة وستة، وإلا حنيفة وكندة خفف عنهم، وقال: لا ملك على عربي، وأجمع عليه المسلمون. وبقي في قريش بعد ما ندى السبي عدة.
وأما إنذاره صلى الله عليه وسلم بسوء عاقبة الرجال بن عنفوة فشهد لمسيلمة وقاتل معه حتى قتل وقد كان الرجال هذا وقد وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقرأ البقرة، وجاء زمن الردة إلى أبي بكر فبعثه إلى أهل اليمامة يدعوهم إلى الله ويثبتهم على الإسلام، فأرتد مع مسيلمة وشهد له بالنبوة قال سيف بن عمر عن طلحة عن عكرمة عن أبي هريرة: كنت يوما عند النبي صلى الله عليه وسلم في رهط معنا الرجال بن عنفوة، فقال:
أن فيكم لرجلا ضرسه في النار أعظم من أحد، فهلك القوم وبقيت أنا والرجال وكنت متخوفا لها، حتى خرج الرجال مع مسيلمة وشهد بالنبوة، فكانت فتنة الرجال أعظم من فتنة مسيلمة، رواه إسحاق عن شيخ، عن أبي هريرة، وقرب خالد وقد جعل على المقدمة شرحبيل بن حسنة، وعلى المجنبتين زيدا وأبا حذيفة، وقد مرت المقدمة في الليل بنحو من أربعين ظن وقيل ستين فارسا عليهم مجاعة بن مرارة، وكان قد ذهب لأخذ ثأر في بني تميم وبني عامر