ومن حديث سفيان الثوري، عن أبي الزياد، عن الأعرج، عن أبي هريرة مثله سواء.
ومن حديث حماد بن سلمة (1)، عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: جاءت فاطمة - رضي الله تبارك وتعالى عنه - إلى أبي بكر فقالت: من يرثك؟ قال: أهلي وولدي قالت: فما لي لإرث أبي؟ فقال أبو بكر - رضي الله تبارك وتعالى عنه - سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا نورث، ولكني أعول من كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوله، وأنفق على من كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفق عليه. قال أبو عيسى: حديث أبي هريرة، حديث حسن غريب من هذا الوجه، إنما أسنده حماد بن سلمة وعبد الوهاب بن عطاء بن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، وسألت محمدا عن هذا الحديث فقال: لا أعلم أحدا رواه عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، إلا حماد بن سلمة، قال أبو عيسى: وروى عبد الوهاب بن عطاء عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة نحو حديث حماد بن سلمة فذكره، ولفظه: أن فاطمة جاءت أبا بكر وعمر - رضي الله تبارك وتعالى عنهما - تسأل ميراثها من رسول الله فقالا: سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
إني لا أورث، قالت: والله لا أكلمكما أبدا فماتت ولم تكلمهما. قال علي بن عيسى: معنى لا أكلمكما: يعني في هذا الميراث أنتما صادقان.
قال مؤلفه: تأويل علي بن عيسى بن يزيد البغدادي هذا غير موافق عليه، فقد روى الليث، عن عقيل، عن أبي شهاب، عن عروة، عن عائشة