وأما تأويله صلى الله عليه وسلم رؤيا زرارة فوقع كما قال فقال محمد بن سعد: زرارة بن قيس بن الحارث بن عداء بن الحارث بن عوف بن جشم بن كعب بن قيس بن سعد بن مالك بن النخع، وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم في وفد النخع، وهم مائتا رجل وكانوا آخر وفد قدموا من اليمن، فقدموا لنصف من المحرم سنة إحدى عشرة وهم مائتا رجل فنزلوا دار رملة بنت الحارث، ثم جاءوا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقرين بالاسلام، وقد كانوا بايعوا معاذ بن جبل باليمن (1) فقال رجل منهم يقال له زرارة: يا رسول الله، إني رأيت في سفري هذا عجبا فقال له: وما رأيت؟ قال: رأيت أتانا خلقها في أهلي ولدت جديا أسفع أحوى، وأريت النعمان بن المنذر عليه قرطان، ودملجان، ومسكتان، قال: ذاك ملك العرب رجع إلى أحسن زيه وبهجته.
قال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأيت عجوزا خرجت من الأرض! قال: تلك بقية الدنيا، قال: وأريت نارا خرجت من الأرض فحالت بيني وبين ابن لي يقال له: عمرو، وهي تقول: لظى لظى بصير وأعمى، أطعموني أكلكم وما لكم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تلك فتنة تكون في آخر الزمان، قال: يا رسول الله وما الفتنة؟ قال: يقتل الناس إمامهم، ويشتجرون اشتجار أطباق الزاس، وخالف رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصابعه، يحسب المسئ فيها أنه محسن، ويكون دم المؤمن أحل من شرب الماء، إن مات ابنك أدركت الفتنة، وإن مت أنت أدركها ابنك، فقال: يا رسول الله ادع الله أن لا أدركها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
اللهم لا تدركها، فمات، وبقي عمرو بن زرارة وكان أول خلق الله خلع عثمان - رضي الله تبارك وتعالى عنه - بالكوفة وبايع عليا - رضي الله تبارك وتعالى عنه -.