وأما حماية الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم ممن بعثه أبو سفيان بن حرب ليقتله وتخليصه تعالى عمرو بن أمية الضمري ومن معه من فتك المشركين وتأييدهما عليهم حتى قتلا منهم وأسرا قال الواقدي (1): حدثني إبراهيم بن جعفر، عن أبيه قال: وحدثنا عبد الله بن أبي عبيدة، عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري، قال: وحدثنا عبد الله بن جعفر، عن عبد الواحد بن أبي عون، وزاد بعضهم على بعض قال:
كان أبو سفيان بن حرب قد قال لنفر من قريش بمكة: ما أحد يغتال محمدا فإنه يمشي في الأسواق فندرك ثأرنا، فأتاه رجل من العرب فدخل عليه منزله، وقال له: إن أنت قويتني خرجت إليه حتى أغتاله فإني هاد بالطريق خريت، ومعي خنجر مثل خافية النسر، قال: أنت صاحبنا فأعطاه بعيرا ونفقة وقال:
أطو أمرك فإني لا آمن أن يسمع هذا أحد فينمه إلى محمد، قال العربي: لا يعلم به أحد.
فخرج ليلا على راحلته فسار خمسا وصبح ظهر الحرة، صبح سادسة، ثم أقبل يسأل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى المصلى، فقال له قائل: قد توجه إلى بني عبد الأشهل، فخرج يقود راحلته حتى انتهى إلى بني عبد الشهل، فعقل راحلته، ثم أقبل يؤم رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجده في جماعة من أصحابه يحدث في مسجدهم، فدخل، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال لأصحابه: إن هذا الرجل يريد غدرا والله حائل بينه وبين ما يريد.
فوقف، فقال: أيكم ابن عبد المطلب؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا ابن عبد المطلب، فذهب ينحني على رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنه يساره، مجبذه أسيد بن الحضير، وقال له: تنح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وجبذ بداخله إزاره، فإذا الخنجر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا غادر، وسقط في يدي العربي، وقال: دمي دمي يا محمد، وأخذ أسيد يلبب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اصدقني: ما أنت؟ وما أقدمك؟