____________________
(1) هذا أول الوجهين، وتوضيحه: ان هذه الطهارات ليست مقدمة بما تشتمل عليه من الحركات الخاصة من غسل الوجه واليدين، أو غسل الجسد كله أو ضرب الأرض والمسح، بل هي مقدمة بما لها من العنوان المنطبق عليها، فلا تقع مقدمة الا بقصدها بعنوانها. وعناوين الافعال تارة تكون قهرية كقصد التنظيف - مثلا - لغسل الوجه فإنه لا يحتاج إلى أزيد من قصد غسل الوجه، وأخرى لا يكون العنوان قهريا بل قصديا لا يتحقق الا بقصده، وعنوان هذه الطهارات الذي به تكون مقدمة قصدي لا قهري قضاءا لحق مقدميتها فإنها به تكون مقدمة.
ولا يخفى عليك - أيضا - ان العنوان القصدي لا يلزم ان يقصد بالتفصيل بل يكفي في تحققه قصده بالاجمال، فإذا اتى بهذه الافعال بقصد امرها الغيري يتحقق قصد عنوان هذه الطهارات الذي به تكون مقدمة بنحو الاجمال والارشاد، لأن الامر الغيري انما يدعو إلى ما هو مقدمة، فقصده قصدها بما هي مقدمة وقصدها بما هي مقدمة قصد اجمالي لعنوانها المنطبق عليها الذي به تكون عبادة وتقع مقدمة للصلاة مثلا، وان قصد هذا العنوان الاجمالي الذي لها لا يكون إلا بإتيانها بقصد امرها الغيري المقدمي، فقصد امرها يوجب ان تقع عبادة لا لأن الامر الغيري يقتضي العبادية، بل لأن الامر الغيري يقتضي قصدها بالوضع الذي به تكون مقدمة، وهذا لا يكون الا بقصد مالها من العنوان اجمالا وهذا - أيضا - لا يكون الا
ولا يخفى عليك - أيضا - ان العنوان القصدي لا يلزم ان يقصد بالتفصيل بل يكفي في تحققه قصده بالاجمال، فإذا اتى بهذه الافعال بقصد امرها الغيري يتحقق قصد عنوان هذه الطهارات الذي به تكون مقدمة بنحو الاجمال والارشاد، لأن الامر الغيري انما يدعو إلى ما هو مقدمة، فقصده قصدها بما هي مقدمة وقصدها بما هي مقدمة قصد اجمالي لعنوانها المنطبق عليها الذي به تكون عبادة وتقع مقدمة للصلاة مثلا، وان قصد هذا العنوان الاجمالي الذي لها لا يكون إلا بإتيانها بقصد امرها الغيري المقدمي، فقصد امرها يوجب ان تقع عبادة لا لأن الامر الغيري يقتضي العبادية، بل لأن الامر الغيري يقتضي قصدها بالوضع الذي به تكون مقدمة، وهذا لا يكون الا بقصد مالها من العنوان اجمالا وهذا - أيضا - لا يكون الا